ورشة تكوينية من اجل منتوج اعلامي نموذجي في التعاطي مع قضايا العنف ضد النساء

ذ . بوناصر المصطفى
بمبادرة من مؤسسة النواة للحقوق والتنمية وبشراكة مع المعهد العالي للصحافة والاعلام بمراكش وبتعاون مع مؤسسات اعلامية رائدة في المجال ، تمت الدعوة الى تنظيم دورة تكوينية في موضوع ” التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء ” كتيمة في غاية الأهمية ، الا ان اهم ما ميز هده الورشة هو الصيغة التفاعلية والتي ساهم فيها 30 صحفيًا وصحفية من وسائل إعلام محلية ووطنية وطالبات صحافيات ، بالإضافة الى حضور رواد ورائدات فاعلات من المجتمع المدني في المجال بالذات.
استأنف اليوم الأول بكلمة الأستاذة أمينة بيوز رئيسة مؤسسة النواة للحقوق والتنمية حول التحديات والاكراهات الشائعة والتي غالبا ما تكون تكرس تلك الصور النمطية لظاهرة العنف قبل ان تطلق بمساعدة الإطار الإعلامي محمد اسليم سلسلة من التمارين للكشف عن مظاهر الاختلال في التعاطي إعلاميا مع ضحايا العنف لما لها من تأثير خطير على ليس على الضحايا اجتماعيا ونفسيا، بل يسقط في موقف لا أخلاقي يمس الحقوق الثابتة وخرق القوانين والمعايير الدولية المحددة بشأن العنف الممارس ضد النساء وهدا تفريط في وظيفته الاساسية
لقد اعتمد الاطاران امينة بيوز ومحمد سليم في هده الورشة الأولى ان الاشتغال الاعلامي على موضوع العنف ضد النساء ليس بالأمر الهين وبالتالي لابد له من توجيه النقاش بهدف تغيير نظرة الناس اليه.
لدلك كان التركيز على وضع أسئلة القصد منها استفزاز المستفيد ووضع الورشة في بعدها المنهجي بالنبش في الأساليب والتقارير والكليشيهات مع إعطاء الأولوية لتصفية بعض المغالطات المسيئة للراي العالم ككل ،كالسقوط في التبريرات او الادانة او أي تشويش لغوي يساهم في تحوير الرسالة الأساسية لمناهضة العنف عن مجراها المتفق دوليا بشأنه فكانت الدورة تفاعلية بامتياز ساهم الحضور في اغناء محتواها.
اما اليوم الثاني من الدورة التكوينية والتي أطرها كل من الأستاذ عبد الله امهاه مدير المعهد العالي للصحافة والاعلام بمراكش والإعلامي محمد بوازرو فكانت تقييمية تطبيقية .
لامس الاطاران من خلال عمل المجموعات لكل الأساليب التي تعرض عبر انواع التقارير الصحفية حول العنف الممارس ضد النساء وتقويمها او من خلال المقابلات الصحفية وحسن اختيار الأسئلة والمصطلحات الهادفة لصياغة منتوج اعلامي مرئي او مسموع نموذجي ومسؤول يرقى الى مستوى احترام المبادئ الأساسية كالدقة، الحياد، الانصاف، احترام الخصوصية وحماية المصدر مناصرة لقضية المعنف وحفظا لكرامته
.
وأوضح الاطاران الأستاذ عبد الله امهاه والأستاذ محمد بوازرو أن القيام بمثل هذه المهام الصحافية، في إنجاز المقابلات مع النساء ضحايا العنف، دائما ما تطرح أمام الصحافيين والصحافيات تحديات متوقعة وغير متوقعة، تضع الصحافي أو الصحافية أمام مسؤولية ليس كغيرها، مؤطر بأخلاقية العمل الصحافي والحقوقي عند التغطية لحالات العنف ضد المرأة المعروضة أمامه، وصولا بها إلى النتائج المتوخاة إعلاميا، اعتمادا على المبادئ الأساسية منها: الدقة والانصاف والحياد واحترام الخصوصية وحماية المصادر وعدم إلحاق الضرر بالضحية الناجية وواجب الإعلام.
لم تكتف اللجنة التنظيمية بالنقاش والجدل ومساءلة الذات المهنية في اليومين المخصصين للدورة، بل قدمت للمستفيدين دليلا إعلاميا يلازم الصحفي ويزوده بالخطوات الأساسية والتقنيات المطلوبة لا نتاج تغطية إعلامية في المستوى المطلوب ساهمت في إنجازه كل من منظمة شبكات من اجل التغيير ومنظمة شركاء للتعبئة حول الحقوق محتوى يعزز التركيز على المبادئ التوجيهية المرافقة بمعايير أخلاقية وممارسات فضلى لممارسة مهنية فاعلة ومؤثرة.

ان تجويد التغطية الصحفية وزيادر صقل المهارات وتوطيد العلاقات وتحفيز الحوار هي معايير لابد ان تلازم الصحفي في كل انتاجاته الاعلامية .
