هل لشح الابداع والعروض علاقة بالبطالة الفنية؟

ذ . بوناصر المصطفى :

عديدة هي العوامل التي تؤثر على سوق العمل الفني، مثل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتغيرات التكنولوجية التي تؤثر على صناعة الفن والإنتاج الإعلامي اذ لايمكن حصرها في شح النصوص الإبداعية والعروض الفنية كدافع رئيسي للبطالة الفنية.

قد يساهم شح النصوص الإبداعية والعروض الفنية في تقلص حجم العمل المتاح للفنانين والعاملين في صناعة الفن، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى زيادة معدلات البطالة الفنية. على الرغم، من ان هذه الظروف هي مناسبة للفنانين للتحفيز على مواصلة البحث عن فرص عمل جديدة وابتكار أساليب إنتاج فنية جديدة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى ابتكار صناعات فنية جديدة أو التفكير في طرق جديدة لتسويق وتوزيع الأعمال الفنية. لذلك، يمكن القول إن شح النصوص الإبداعية والعروض الفنية ليس بالضرورة دافعًا للبطالة الفنية، لكن تاثيره محدود ؟

من الممكن أن يؤدي شح النصوص الإبداعية والعروض الفنية إلى ابتكار صناعات فنية جديدة أو إلى تطوير صناعات فنية قائمة بطرق جديدة. ومن بين الصناعات الفنية الجديدة التي يمكن أن تنشأ بسبب هذه الظروف:

1- صناعة الفنون الرقمية: حيث يمكن للفنانين استخدام التكنولوجيا والبرامج الحاسوبية لإنتاج فنون رقمية جديدة، مثل الرسوم المتحركة والرسومات الثلاثية الأبعاد والفيديو الفني.

2- صناعة الألعاب الإلكترونية: حيث يمكن للفنانين والمصممين استخدام مهاراتهم الفنية والتقنية لتطوير ألعاب إلكترونية جديدة، وهو مجال يشهد نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.

3- الفن المشارك والفن الجماعي: حيث يمكن للفنانين العمل سويًا على مشاريع فنية جماعية، مثل اللوحات الجدارية والمعارض المشتركة، وهو مجال يتيح للفنانين التعاون وتبادل الخبرات والأفكار.

4– الفن المستدام: حيث يمكن للفنانين استخدام المواد القابلة للتجديد والمواد القابلة لإعادة التدوير في إنتاج أعمال فنية، مما يساعد في تعزيز الوعي البيئي والاستدامة.

5- الفن المقتبل: حيث يمكن للفنانين استخدام المقتنيات والأشياء المستخدمة والمهملة في صنع أعمال فنية جديدة، مما يساهم في إعادة تدوير المواد وتحويلها إلى أعمال فنية ذات قيمة جمالية وثقافية.

6- الفن المرئي والصوتي عبر الإنترنت: حيث يمكن للفنانين استخدام الإنترنت والمنصات الرقمية لعرض أعمالهم الفنية والوصول إلى جمهور عالمي، وهو مجال يشهد نموًا كبيرًا في ظل التطور التكنولوجي الحديث

هذه بعض الأمثلة على الصناعات الفنية الجديدة التي يمكن أن تنشأ بسبب شح النصوص الإبداعية والعروض الفنية، ومن الممكن أن يكون هناك صناعات فنية أخرى قد لا يتسع المجال لذكرها في هده المقالة ولكنها تستحق الاهتمام والبحث والاستكشاف.

تتطلب الصناعات الفنية الجديدة مجموعة متنوعة من المهارات التي يحتاجها الفنانون للاستفادة منها والعمل فيها. حيث يحتاج الفنانون إلى اكتساب بعض المهارات الاساسية فنيةمثل : الرسم والتصميم والتلوين، بالإضافة إلى المهارات الخاصة بكل صناعة فنية مثل الموسيقى والتمثيل والتصوير الفوتوغرافي بالاضافة الى المهارات التقنية اللازمة للعمل في الصناعات الفنية الجديدة، مثل تلك المتعلقة بالبرمجة والتصميم بالحاسوب وتحرير الفيديو والصوت والرسومات الثلاثية الأبعاد،مهارات تجارية لازمة لتسويق وترويج أعمالهم الفنية، مثل المهارات المتعلقة بالتسويق والإعلان والتواصل الاجتماعي وإدارة الأعمال الفنية كما لابد من ان تكون للفنان مهارات ابداعية لابتكار أفكار فنية جديدة ومبتكرة، والتجريب والتطوير والابتكار في عملية الإنتاج الفني ومهارات اجتماعية للعمل في فرق فنية والتعاون مع الآخرين، والتواصل الجيد والتعامل مع الجمهور والعملاء والشركاء

واخيرا وليس اخرا مهارات القيادية: لان هده الاخيرة اساسية لإدارة فرق العمل الفني والإشراف على عملية الإنتاج الفني وتحقيق الأهداف المحددة.

هده دون ان ننسى حاجة الفنان إلى الاستمرار في التعلم وتطوير القدرات والمهارات ومواكبة التطورات والابتكارات في صناعة الفن، لكي يتمكن من الاستفادة من الفرص الجديدة وتحقيق النجاح في هذه الصناعات الفنية الجديدة

فهل الفنان العربي مستعد لمواجهة هده التحديات ؟