هل في الدرس القاسي للمغرب! انطلاقة أجمل؟

ذ . بوناصر المصطفى :
بعد ان سجل المغرب ملحمة انضافت الى سلسلة الانجازات التاريخية التي اعتدنا عليها، وتجاوز بنجاح عملية الإنقاذ ودعم الفئات المنكوبة بالمستلزمات المطلوبة والمستعجلة لاحداث شروط ستقرار شبه مؤقت وتخطى هده المرحلة العصيبة، هناك اجراءات تنظره للمرور لمرحلة التعافي واعادة البناء على أسس صلبة مدروسة
بلدان كثيرة قامت بإعادة البناء بعد كوارث مماثلة:
– زلزال وتسونامي 2011 في اليابان
– زلزال 2010 بهايتي
– زلزال نيوزيلندا في 2011
– بالإضافة الى فيضانات تايلاند في 2011
تجربة هذه البلدان تسلط الضوء على أهمية التخطيط الجيد والتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية في إعادة البناء والتعافي بعد الكوارث، لقد عاشت هده الدول نفس المأساة بخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، تخريب شامل للبنية التحتية والاقتصاد وتسجيل افات مجتمعية، فقامت حكوماتها بجهود شاملة لإعادة البناء والتعافي، بالتعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ مشاريع إعادة البناء للمنازل والمدارس والمستشفيات والبنيات التحتية الأخرى.
لدلك المجتمع المغربي في حاجة الى رص صفوفه باتخاذ عدة إجراءات مدروسة قبل إعادة البناء:
-إجراء تقييم شامل للأضرار المادية والاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بمناطق البؤرة ومحيطها، فهي عملية ضرورية لتقييم خسائر العقارات والممتلكات، وتأثيراتها على الساكنة والمجتمعات المحلية والأعمال التجارية والصناعية، على ان تقييم هده الأضرار بدقة وشمولية، وبتحديد المباني التي تم تدميرها بالكامل بمعزل عن التي ستكتفي فقط بإصلاحات كبيرة، بالإضافة إلى تحديد الأضرار في البنية التحتية والمرافق العامة.
– وضع خطة استراتيجية شاملة أولا لتعافي السكان من الصدمة، تتضمن تحديد الأولويات وتخصيص الموارد وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية المختلفة، مثل الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية، بتدبير راشد للإعانات والامكانيات.
فأول اجراء يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات المتضررة تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية للمساعدة في التعافي العاطفي، ولتعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة للكوارث المستقبلية من خلال تعزيز النظم الإنذار المبكر، وتدريب المجتمعات على كيفية التصرف في حالات الطوارئ والكوارث، يليه توفير سكن مؤقت للأشخاص الذين فقدوا منازلهم، مع توفير المستلزمات والمرافق الاجتماعية، واحتضان مكفولي الامة.
اندلك يمكن التفكير في كيفية إعادة بناء مساكن ومنشئات مقاومة للزلازل، مع ان إعادة بناء المنازل والمباني يجب تنفيذ ها وفقًا للمعايير الهندسية والبيئية تراعي الحمولة الثقافية للساكنة يتعين أيضًا توفير الدعم الفني والمالي للأفراد والمجتمعات، لإعادة بناء منازلهم وممتلكاتهم بالتأكد على ان يخصص التمويل بشكل عادل بين الفئات وفعال في استدامته وفقًا للأولويات المحددة، وبناء على دراسات علمية .
اذ لابد ان يشترط في إعادة بناء البنية التحتية المتضررة، او ترميمها مثل الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمنشآت العامة أن تتم بطريقة مستدامة وتأخذ في الاعتبار مخاطر المستقبل المحتملة، مثل الزلازل أو الفيضانات.
ان التأكيد على ان هده الإجراءات لإعادة البناء، لابد من تنفيذها بالتشاور والتعاون بين الحكومة والمؤسسات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، على أن تستند إلى تقييم دقيق للاحتياجات والأولويات المحلية.
بالموازاة يمكن ان تتم عملية دعم المشاريع التجارية والصناعية المتضررة، بمنح قروض ميسرة ذات فائدة منخفضة واعفاءات ضريبية محفزة، للمساهمة في دعم وإحياء الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل.
كما يفترض التواصل والمشاركة المجتمعية وتشجيع التواصل والمشاركة المجتمعية في عملية إعادة البناء، كي يشعر الأفراد والمجتمعات المتضررة بأنهم جزء من عملية صنع القرار وأن صوتهم مسموع بحيث يمكن تنظيم جلسات استماع واستطلاعات الرأي والاجتماعات العامة لجمع الملاحظات وفتح باب الاقتراحات وضمان تلبية احتياجات المجتمعات المتضرر
ان سرد هده الخطوات تبقى اساسية في إعادة البناء بعد وقوع كارثة ما وحتى تتجاوز تلم الحجرة التي تعترض اي عجلة تنمية و تكون الضامن لتحقيق نتائج فعالة ومستدامة.