Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

هل تجرا إفريقيا لكفن فرنسا الاستعمارية ؟

 هل تجرا إفريقيا لكفن فرنسا الاستعمارية ؟
مشاركة الموضوع

ذ بوناصر المصطفى

على الرغم من يقظة الجيل الجديد من الشباب الأفريقي واشمئزازه من ذلك الماضي الدموي ومن حروب الإبادة … ومطالبتها بمراجعة مفاهيم التعاون المتبادل رغم صوره المبتذلة والغير عادلة ، لازالت فرنسا لم تخجل من تلك البدلة الاستعمارية ،إذ لا يزال العناد  في السلوك الاستعماري بالاستمرار في تسويق و تصدير الثقافة الفرنسية  إلى هذه البلدان.

 لكن الفشل في تحقيق تبادل ثقافي واقتصادي حقيقي مع مستعمراتها اصبح من الصعب أن لم نقل من المستحيل تنزيله ،ما لم تعدل وتعتذر علنا  فعلاقة فرنسا بمستعمراتها السابقة تتسم بالتوتر والشك المتبادل ما دامت مسترسلة في مطاردة البلدان الإفريقية بجرائم الطغاة ،تكمن في ثقل اتفاقيات عنصرية ، تدخلات عسكرية ،سرقة ثروات، والأدهى من دلك محاولات لطمس الهوية الثقافية .

فما يؤجج دور فرنسا ليس فقط كدولة استعمارية بل بانفرادها كدولة لازالت الدولة الوحيدة التي لم تطلق سراح مستعمراتها بتكريس الاستنزاف والاستلاب كتاجر أسلحة يوقد التوترات و ارتكاب انتهاكات حقوق الأفراد و الجماعات العرقية والدينية المختلفة.

فدعم  فرنسا للأنظمة الاستبدادية في شمال أفريقيا ، وتحديداً في الجزائر وتونس، لا يتماشى مع التزامها المعلن بالحرية والديمقراطية.

كثيرا ما يتم يحاول الإعلام تلميع  صورة فرنسا العلمانية رغم أن ذلك يعتبر فقط غطاء وتمويه للسياسات العنصرية ، من حظر الحجاب وحظر بناء المساجد

كان مؤتمر أفريقيا  في نسخته الأخيرة في أكتوبر 2021 محطة للشباب الأفريقي لأسال الكثير من رسائله  ، بعد الإصغاء إلى الرئيس الفرنسي ،كان جو الألم والإحباط عن التاريخ والحالة الراهنة للعلاقة بين بلادهم والمستعمر الفرنسي. أن اهم ما اتسم به هذا للمؤتمر، هو اعترف الرئيس الفرنسي ماكرون بضرورة تغيير العلاقة بين باريس والدول الإفريقية، وأن هناك أخطاء كثيرة فيها.

وبعد هذه الفرصة  الصواب يحق التساؤل كيف تدفق كل هذا الغضب الأفريقي. للتعبير عن نفسها في قلب فرنسا؟

 على أي شاطئ سياسي أو ثقافي تقوم الآن علاقة فرنسا بمستعمراتها السابقة في إفريقيا؟

 وما مدى هذه العلاقة التي تلوح في أعماق التاريخ وتتآكل الآن في فضاءات المستقبل؟

لا شك أن فرنسا تحتاج إلى خلق فرص حقيقية لان الوضعية الدولية تؤشر أن فرنسا أصبحت ملزمة في هذا الوقت بالذات  بمراجعة  ونهج سياسة إفريقية جديدة قوامها الشراكة، والقطع مع  تلك النخبة المحكومة بالعنصرية والتعالي والتطرف المزمن  

فمسؤولية فرنسا الجسيمة في وضعية أفريقيا ، باعتراف رئيس الدولة بهذه المسؤولية ادانة صريحة لدولة تعتبر من المبشرين بالديمقراطية ومثقفوها من المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان

فأي مستقبل للنفوذ الفرنسي في إفريقيا بعد هذه الضجة الإعلامية

وهل ترضى فرنسا بان تكفن إرضاء لعنفوان مزيف ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *