هل المتصفح للمواقع قادر على اختراقها دون ان تعتقل عقله؟

ذ . بوناصر المصطفى :

كل منا يشتكي من ضيق الزمن واكراهات مجتمعية تجعل اجنداتنا مكتظة تحت ضغط لا يطاق، لكن قد نقضي ساعات في تصفح منشورات او تصفح محتويات مواقع التواصل الاجتماعي، تمر ساعات دون ان ندرك اننا احوج للمعالجة والاقلاع عن حالة أقرب الى نوع من الإدمان،    

محاولات رفع القلم للكتابة قد يقابلها اعتقال متعمد بقصاصات ورسائل الأصدقاء الفورية، فاجدني اقضي لحظات متقطعة أغفو ثم اصحو، بدون تركيز ، عقلي مفعول به يتجاوب بشكل تلقاءي مع صور وتعابير مبعثرة تفقدني القرار وانزاح باصرار عن الصواب.

قد نتفق ان منصات التواصل الاجتماعي تسلمت مهمتها من اسمها، الغاية منها فتح التواصل على مصراعيه بين سكان البسيطة، تكوين علاقات وصداقات جديدة، التحفيز على النقاش والحوار المنفتح على ثقافات مغايرة، وقبول فكرة الاختلاف بشكل متدرج ومقنع يحول الكون الى قرية صغيرة، تطل عليها من نافدتك وتراه من زاويتك الخاصة.

اهداف سامية تغري بشعاراتها قبل ان تقتحم البوابة لتطمئن نفسك ومن معك فتتخلى عن درعك وتلقي بنفسك في عالم الافتراض.  

في البداية قد لن يكون لديَّك اعتراض عن ممارسة السباحة والتَّصفح المستمر والاستهلاك بشراهة لمحتوى الإنترنت الَّذي تغريك النَّشوة الجنونية الَّتي يرتفع منسوبها تدريجيا في عقلك، لكن عندما تصحوا بين الفينة والأخرى تجد نفسك غارق في التفاهة والضحل، ولا تكاد تتخلص منه تلك اعراض واضحة لكارثة تغدي الادمان في عقلك، أي الرغبة المركبة لمتابعة المحتوى الرقمي دون التَّوقف، هكذا تصبح منصات التَّواصل الاجتماعي قد اخترقت عقلك وانحرفت عن وظيفتها.

ان التأمل في حالة الإدمان من الناحية السيكولوجيَّة يظهر في شكل سُّلوكيات أقرب الى الحالة المرضية التي تحتاج للعلاج والتَّشخيص من قبل متخصِّص

وفقًا للرابطة الأمريكيَّة للطب النفسي “APA”

ان  إدمان وسائل التَّواصل الاجتماعي الإنترنت ليس حالة طبيَّة معترف بها الا ان عملية التصفح بشكل  

 غير متحكم فيه خصوصا بعد محاولاتك الفاشلة للانفلات نت أحد المنصات تصبح صعبة او تبدو شبه مستحيلة التنفيذ وبدلك يصعب التمييز بين الرغبة في استغلال المواقع والادمان عليها.   

تستعرض الدكتورة ” د. سوزان دي مولر – Dr. Susan D. Moeller في 2010م واستاذة الاعلام في جامعة مريلاند الامريكية دراسة تمت على مائتين من الطلاب الَّذين يدمنون استخدام هواتفهم الذكيَّة ومنصات التَّواصل، أفادت الدراسة أنَّ هؤلاء الطُّلاب يظهرون أعراضًا مشابهة لتلك المصاحبة لإدمان المخدرات، وأنَّ تخلّيهم لمدة يوم كامل عن استعمال تلك الوسائل يعزّز ظهور علامات القلق لديهم، وأعراض الانسحاب، وعدم القدرة على التركيز والعمل على نحو جيد

وأكدت “د. سوزان” أنَّ العديد من الطلاب كتبوا عن مدى كرههم لترك هواتفهم الذكيَّة، حتَّى أنَّ بعضهم ساوى بينها وبين العيش من دون أهل أو أصدقاء

 

–الى أي حد يمكن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي حصان طروادة؟

–متى يصبح المتصفح قادر على اختراق الانترنيت دون ان تعتقله؟