Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

نظرية الصدمة  وصعود راسمالية الكوارث ؟

 نظرية الصدمة  وصعود راسمالية الكوارث ؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى

اذا كانت تجربة السيطرة وعزو الشعوب بالتبشير اثبتت محدوديتها ،والحروب الدموية في المواجهة المباشرة  مكلفة ومتنافرة مع الصور النمطية التي يراهن الغرب تركيزها في دهن الشعوب المستعمرة ؟ فان الاجتهاد في ايجاد حلول لم يتوقف حيث استغلت الابحاث العلمية لتنزيل نظريات اكثر بشاعة ووحشية  لم تعد حكرا على امم بعينها بل صدرتها كأساليب خبيثة كلفت عملاءها داخل  الشعوب المضطهدة

اكبر معادلة كانت تشغل السياسيين  آنذاك هي نظرية التحكم في الفرد لذاك جاءت نظرية الصدمة  كعصارة ابحاث الطبيب الكندي دونالد كاميرون فالسيطرة على قرارات  الانسان وافكاره اضحت ضرورة مادامت تصورات الدولة لم تعد تستهدف خدمة هذا الانسان

وانطلاقا من كون الافكار التي يملكها اي فرد لها مصدرين اساسين  الافكار التي رسخها ماضيه ادراكاته لحاضره ؟ ولكي يحدث التحول المنشود تصبح عملية دعن هذين المرجعين بكل كامل وهذا لن يتأتى الا بإخضاعه لصدمة كبيرة لإلغاء الاحساس بهدين المكونين

بدات نظرية الصدمة في التنفيذ وكان المرضى النفسيين طعما لها باستئناف تجارب وحشية كالصعقات الكهربائية والعقاقير والغزلة القهرية في ظلام دامس وصمت مطبق كلها اساليب لمسح اي اثار قديم وفتح صفحة بيضاء للفرد تبرمجها كيف تشاء فيكون ملكا لك ولقراراتك

تطورت نظرية الصدمة بعد ان فطنت المخابرات الامريكية لأهدافها الخبيثة  فاطلقت السخاء في التمويل حيث اوحت هذه النظرية لشيطان في الاقتصاد ميلتون فريدمان بتحويلها من الفرد الى الجماعات والشعوب

في الوقت الذي سيطرت النظرية القومية  داخل الشعوب المضطهدة والتي ترفض اي تدخل اجنبي في اقتصادها، اطلقت الولايات المتحدة  اقتناعا بجدوى هذه النظرية العنان للشركات  العابرة للقارات بالتحكم والتضييق على هذه الاقتصادات الهشة  وذلك بتعريضهم لصدمة تفقدهم وعيهم واتزانهم النفسي كانت دولة الشيلي اول ضحية هذه النظرية تحولت بالقوة من اقتصاد اجتماعي الى اقصاد السوق .

لم يقتصر انتشار هذه النظرية في امريكا اللاتينية فحسب بل تعدتها لتصبح اداة للقوى النيوليبرالية ؟

 ولم تسلم هذه السياسات من فرز اصوات معارضة كنعوم تشومسكي كما  يعتبر كتاب كلاين شهادة واضحة عن القوى النيوليبرالية واستغلالها الموحش  حالات الصدمة التي خلقتها بفعل كوارث سواء طبيعية او مفتعلة ،اذ تاكد بالملموس ان وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد تلميذا نجيبا لرواد نظرية الصدمة  بعد تنزيل اساليبها على معتقلي غوانتانامو وسجن ابو غريب …  

 فكتاب عقيدة الصدمة للمؤلفة الكندية ناعومي كلاين له دور حيوي  في الكشف عن المتلاعبين الحقيقيين بمصير البشرية وازم   

ظروفها بكوارث طبيعية وحروب ومجازر مجانية ، اذ تم تحويله الى فيلم قصير له رسائل قوية حُمل أكثر من مليون مرة خلال أشهر قليلة، عن طريق شبكة الانترنت، لما يقدمه من معلومات فاجأت الكاتبة نفسها .

هل يكون تاملنا في هذه الاحداث عالمية كانت او محلية هو مجرد رصد ؟ ام البحث عن جدورنظرية الصدمة ؟

هل يمكن اعتبار هذه  التطورات  بداية النهاية للنيوليبرالية ؟  

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *