من وحي الحدث الرياضي؟

{“source”:”other”,”uid”:”F89B1787-E373-4328-B219-D83DAFAC4D52_1633947418866″,”origin”:”gallery”,”is_remix”:false,”used_premium_tools”:false,”used_sources”:”{“sources”:[],”version”:1}”,”premium_sources”:[],”fte_sources”:[]}
ذ ادريس المغلشي .
ما وقع في الحقيقة لكرة القدم في مسارها منذ اليوم الأول لمشاركتنا في المحطة الإفريقية كاميرون 2021 إلى اليوم ،يعكس بالضرورة عقلية في التدبير تسري بتمظهراتها على باقي القطاعات ،وبما أن هذه اللعبة الساحرة والقادرة على أن تنسينا كل شيء لأنها بكل بساطة تحتل في اهتمام الرأي العام المقام الأول قبل الصحة والتعليم وباقي القطاعات الحيوية ،بدليل أننا قد نخلي الشوارع ونحتشد أمام الشاشات في المقاهي ،ننتفض فرحين ،ننظم مسيرات وتجمعات نهتف ونرفع أصواتنا لانتصار عابر ونغضب ونمطر كل المواقع بالنقذ اللاذع والكلام الجارح بعد تعثر مخيب للآمال ، ملاحظات في هذا الموضوع تبدو جديرة بالتأمل عند الانتصار الأول تكبر أطماعنا مرفوقة بكلام صحفي منمق منافق لا يشرح واقعا بقدر ما يؤجل النقاش الواقعي .
المحللون يكثرون ويكثر لغطهم ليغطي على كل خطاب عقلاني ،اختلت الأولويات عندنا وأصبحنا نبحث عن كل فرحة مصطنعة ، لنركبها فتغطي على فشلنا الذريع في مجالات أخرى . وبعد كل تداعيات السجال والاستهداف الذي أبان عنه الجار الذي لا يخفي عداءه لنا لأنه منزعج من تقدم وتفوق في مجالات فشل فيها فشلا ذريعا. كنت حريصا وكلي أمل أن نحقق الفوز بهذا الكأس لعل انتصارنا هذا يخرص بعض الأصوات النشاز ،لكن للأسف توقف الإنجاز في نصف الطريق ولم نكمل المشوار سجلنا نفس الإخفاق بنفس الطريقة ربما أسوأ و بوسائل أكثر ،ولم نقض على النحس الذي طاردنا لتبقى الكأس اليتيمة لسنة 1976 لوحدها ،نؤجل الحلم لمحطة أخرى ماجعلني أكتب هذه السطور سبب رئيسي راجع بالأساس لدرجة العبث التي تدبر بها قطاعاتنا والملفات الحيوية .
قال لي صاحبي وهو يحاورني : ” لا أفهم كيف يفكر السيد وزير المالية (صاحب الشكارة ) وهو في نفس الوقت رئيس الجامعة فليسمح لي أن أكلمه بنفس الطريقة التي يتكلم بها مع كل المتدخلين حيث يتسلح بنوع من اليقينية والتعالي . إذا كان المنتخب الوطني الذي خاض كأس افريقيا أغلب مكوناته مغاربة محترفون بالخارج وهم نوعان :إما أبناء مغاربة نشأوا و تكونوا في الغربة ،أو احترفوا فيها .وتصرف عليهم ميزانية ولا يحققون نتيجة تذكر ؟ كما أننا رفعنا في البطولة المغربية شعار الاحتراف داخل الوطن وخصصنا له ميزانية ذات قيمة عالية ومهمة دون أن تنتج لنا لاعبا واحدا ؟
السؤال لماذا تصرف كل هذه الأموال في الاتجاهين معا .فلا البطولة حققت أهدافها ؟ولا المحترفون أدوا الدور المنوط بهم ؟
إنها أزمة تدبير وفساد كبير تحتاج لعملية قيصرية ؟ فلنحقق إقلاع جديد يكفينا سنوات ضياع تهدر فيها الطاقات والمال العام ف،بعد هذا الفشل هل نشهد تقديم استقالة جماعية أم تبريرات واهية لتبقى دار لقمان على حالها ؟”