Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

من الأطلسي

 من الأطلسي
مشاركة الموضوع

طنجة… وإن طال السفر

2 مايو 2023

قبل عامين تقريباً هاتفني صديق خليجي، عزيز جداً عليَ، وقال «أنا غداً سأكون في المغرب وتحديداً في طنجة وضروري التقي بك…» قلت له «أنا في مراكش والمسافة تقريباً ستمئة كيلومتر»… رد قائلاً، «ضروري لا تناقش…

كم سنة لم ارك ؟!

جهزت الحقيبة في ذلك المساء… وفي اليوم التالي إلى محطة القطار في مدينتي الحمراء (مراكش) في صباح يوم شتوي بارد، وبخطوات كسلى وعيون ناعسة وحقيبة سفر بنية اللون شاهدة على رحلات العشر سنوات الماضية.

ركبنا صهوة قطارنا الجميل وفي مقصورة دافئة وبجوار النافذة حيث التصق بعضا من وجهي بزجاجها البارد، دقائق ثم بدأ القطار يزمجر معلناً الانطلاق… وبعد غفوة واذا بنا في مدينة بن جرير، ومنها إلى مدينة سطات، ثم برشيد، وصولاً إلى الدار البيضاء حيث تم تغيير القطار إلى آخر المتجه إلى الرباط، ومنها إلى طنجه مروراً بمحطات تشبه محطات العمر… وليت ما يتبقى من العمر يبقى في محطات المغرب التي لا تعرف الغدر…

تلك المحطات التي لا تلبس أقنعة الزيف والنفاق، وفي تلك المسافات والقطار يشق دربه تعود الذاكرة إلى ما مضى، وليت الذي قد مضى… مضى، وبقيت الصورة في إطارها التقليدي وبقيت الغفلة تلازمنا إلى آخر العمر، وليت المتغطي بقي كما هو مخفياً إلى الأبد، وليت الأيام لم تكشف لنا بشاعة المنظر وسوء المنقلب وسقوط الأقنعة.

ودخل بنا قطارنا إلى محطتنا الأخيرة طنجة... ويالها من ساحرة تأسر القلوب، تلك الطنجة… برد قارس وخجول، ومن المحطة إلى الفندق المسافة ليست بعيدة ولكن حالة الانبهار التي انتابتني من جمال طنجة جعلتني تائهاً وأنستني ما مضى.

طنجة وإن طال السفر هي من المحطات الرائعة والمتكررة، ودامت محطات أعماركم مزدهرة زاهية بالمحبة والوفاء… وللحديث بقية.

jaberalhajri8@

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *