من الأطلسي
الوازيس

حي الوازيس (الواحات) في كازابلانكا (الدار البيضاء) حي مشهور، وذلك لمرور القطار بمحطته كل ربع ساعة باتجاه الجنوب أو الشمال.
بعد زيارة خاطفة لصديقنا العزيز العم صباح الحلبي، أبو ناصر -اطال الله في عمره – في ذلك الحي للتهنئة بعيد الأضحى والاطمئنان عليه، عدت إلى محطة الوازيس وهي جميلة كبقية محطات القطار في المغرب، تشعر وانت تنتظر قطارك المتجه جنوباً إلى مراكش انك في فيلم رومانسي زمن أبيض وأسود، يذكرك بمشاهد في مصر العزيزة ايام زمان، سقاها الله، ضجة خفيفة في المحطة، الناس ترتدي أجمل الثياب، الاناقة والبساطة تملآن المكان، مقعد وحيد خالٍ في زاوية المحطة ينادي من بعيد، جلست هناك حيث المنظر البانورامي للمحطة من الداخل وتشمل الرصيف حيث تمر القطارات مطلقة صيحاتها العذبة، باقٍ من الزمن ساعة لوصول قطارنا، هناك مقهى صغير في المحطة به طاولات عدة، ممتلئة بالزبائن المسافرين، (وذات يوم ذهبت إلى الرباط وعدت فإذا بصديق مراكشي يسألني متى عدت من السفر؟ أجبته بأني لم اغادر المغرب، قال نعم متى عدت من سفرك للرباط، يعتبر المغاربة أي رحلة خارج الولاية هي سفر).
منذ 3 ساعات
اقترب وقت السفر ووصول قطارنا إلى محطة الوازيس، الرصيف على جانبيه يمتلئ بالركاب ولكل وجهته، وصل قطارنا وبدأت رحلة العودة إلى مراكش الحمراء، جلست في تلك المقصورة كالعادة، بجوار النافذة، الشمس تميل إلى الغروب ببطء، وبيننا مساحات شاسعة من الخضرة تارة والجبال البعيدة تارة أخرى، ويمتد البصر إلى القريب البعيد، في مشهد يعيد الذاكرة إلى زمان مضى، حيث وجوه كانت ملائكية جميلة ينبض القلب بحبها، وفجأة انقلبت إلى وجوه تمت شيطنتها برغبة أو بغيرها، نلتمس الاعذار في اعماقنا وندعو بالهداية لمن اغواه أو اغراه شيطانه، يدخل قطارنا إلى مراكش وقد أسدل الليل استاره على مملكتنا الباهية البهية، ولحديثنا بقية… دمتم بخير.
jaberalhajri8@