من الأطلسي أتاي
ذ . جابر الهاجري :

الشاي المغربي (أتاي) من أجمل وألذ انواع الشاي ويوازيه بطعم آخر شاي (السنقيل) العراقي.
فالكرم المغربي لاحدود له وهو خصلة لايزال يتمتع بها الكثير من المغاربة ولايزالون على عادات الآباء والأجداد الاصيلة.
” الأتاي ” هو شاي أخضر مع نعناع أو زعتر وبعض من الاعشاب أحياناً ،له طريقة واسلوب خاص في تقديمه للضيف ،وهذا من طقوس الأتاي المغربي والعادات المتوارثة.
تناول “الأتاي “مفيد إلى حد ما لانه يخفض الكوليسترول الضار بنسبه لابأس بها، ولكن من ناحية أخرى واذا زاد عن الحد المطلوب فإنه يخفض مستوى الحديد في الجسم.
شرب الأتاي مزاج لا يعرفه السائح ولا الزائر المستعجل، مزاج “الأتاي “يأتي بشكل تراكمي رويداً رويداً، خصوصاً في صباحات الأيام الباردة مع فطور مغربي أعد للتو، وأمامك عبر نافذة جدارية مراكش كلها في حركة نشطة، ووجوه متفائلة ساعية إلى تحقيق الأهداف دونما يأس أو ملل، (الله يسخر خويا)، ترتشف الأتاي الممزوج بالنعناع الذي اقتطف للتو من (الجرده) الحديقة، وتملأ رائحته المكان، ويكون ألذ اذا كان ذاك النهار ماطراً (طاح الشتا).
عجائب مزاج الأتاي تشبه تعلقك بالمغرب، في مدنه، في أرضه، في جباله، في صحرائه، في شواطئه وفي سمائه، وفي طيبة وسمو أخلاق الطيبين من أهله، كل هذا مزاج وعلاج، تفاصيل متناهية الصغر لكن وقعها على النفس أسطوري.
شرب الأتاي مع صديق جاء من أقصى الجنوب أو صديق آخر قدم من اقاصي شرق المملكة المغربية، وهو يحاول أن يقنعك ذلك الجنوبي بالانتقال إلى مدينة العيون وشراء الأبل (خويا كلنا بدو حال بحال)، أو يحاول معك الشرقي في جلسة أتاي منفصلة أن تشاركه في مزرعته المترامية الأطراف والواقعة في اقليم بركان والتي تنتج (الليمون) البرتقال الذي لايشبهه أي برتقال في العالم في لذته وطعمه، كل هذا الجو من انتاج شاي الأتاي الذي يشعل الجلسات الباردة بنقاشات لا حدود لها…
مرحباً بيك خويا… بانتظاركم الأتاي والليمون والأبل والكرم المغربي. وللحديث بقية… دمتم بخير.
jaberalhajri8@