مناعة الصحافة ضد صحافة الرصيف؟

ذ . بوناصر المصطفى
لا تتوقف الصحافة على قنص المعلومات أيا ما كان نوعها او مصدرها، بل ان ممارسة الالتقاط مرتبطة كدلك بالتحقق من قصاصات الاخبار، بأجراء البحث بمسائلات قصد تقديم الخبر في حلة واضحة وموضوعية.
فالصحافة هي تلك الالية الضرورية لممارسة الرقابة ومساءلة كل من يملك السلطة ويسعى لتحمل مسؤولية ما، مهنة الصحافة وظيفة تختارك قبل ان تختارها، اذ لا يكفي ان تأخذ قلما وصفحة او لوحة مفاتيح او طابعة .. مادامت المهارة في البحث، الدقة في المساءلة، الموضوعية والحياد والحفاظ على اخلاق المهنة هي شروط لا تخضع للجزيء والتفريط في اي منها؟
الصحافة هي بكل تجرد عنصر معتمد لممارسة الديمقراطية بالدعم المعنوي واللوجستي وتزكية هده الصناعة من اي تزييف وتحريف حتى لا ندخل خندق صحافة الرصيف.
ادا كان ابتكار الانسان لطرق تقنية حديثة لتيسير مهامه، فان لعلوم المعلوميات والتواصل الدور الحاسم في تسريع الحصول على المعلومة ونشرها في وقت قياسي وبأقل التكاليف، الا ان أي استثمار مغلوط لهده التقنيات تكون له بالقوة انعكاساته السلبية على الجمهور، على اعتبار ،انها نسخة حديثة من الامية تكرس فقدان المصداقية والثقة في الخبر أيا كان مصدره وتوسع دائرة الاستهتار لذى المتلقي ، بالإضافة الى انها مجملها اما اخبار تثير الدعر والهلع بين الناس، اخبار تطبع مع قيم فاسدة ،او مواضيع تهدف بالأساس الى تحقيق اجندات خاصة.
انطلاقا من تربية جيل يتغدى على الشائعات والأكاذيب وعشوائية البحث والتحقق باصطناع الاخبار تصبح صحافتنا بعيدة كل البعد عن المصداقية والجودة
فإلى أي مدى قد نراهن على صحافة كواجهة لممارسة الديمقراطية؟
هل المجلس الوطني للصحافة معني بهده الاسئلة ؟