Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

مفهوم الحداثة والسؤال البيئي؟

 مفهوم الحداثة والسؤال البيئي؟
مشاركة الموضوع

الاستاذ محمد على برادة مؤطر وفاعل ايكولوجي

إن العالم اليوم في مفترق الطرق، فإما أن يكون سليما و مسالما أو لا يكون!
من جهة على المجتمعات و الدول الغربية، أن تتفهم و تقتنع جيدا بأنها كانت تعيش في رفاهية مغشوشة و ملغومة، لأنها اتبعت أسلوب الرفاهية واسلوب الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية للشعوب الأخرى. و هذا غير منصف سياسيا و اقتصاديا، فتتبع الديمقراطية داخليا، على حساب افقارالشعوب وتخريب مستعمراتها السابقة لتسمح باستنباث انظمة استبدادية في الحكم في هذه البلدان ، مما يجعل هذا الوضع مجال خصب لأزمات متعددة و متنوعة، بما في ذلك الأزمة المناخية الشاملة. بحيث نجد علاقة تلك الأزمة بالنظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي قبل الثورة الصناعية، اي قبل ثلاثة قرون و نصف، عندما بدأ ذلك النظام في الغرب الأوروبي يوسع مستعمراته في أمريكا و يستنزف الثروات الطبيعية المعدنية و الزراعية، و يهجر العبيد من إفريقيا الغربية إلى أمريكا الشمالية. لهذا حان الوقت لتجاوز هذا النظام ، اي على الغرب ركوب موجة ثانية للحداثة تنبني على قيم أخلاقية كما وضع اسسها إيمانويل كانط ( Immanuel kant ).
أما بلدان ما يعرف بالعالم الثالث، فعلى مجتمعاتها و دولها ركوب الموجة الأولى للحداثة، التي تنبني في بعدها السياسي على مبدأ الفصل المنهجي بين الدين عن الدولة، أقول و أؤكد على نعت ” منهجي”، حتى لا يفهم من ذلك التنكر لما للدين من جانب روحي إيجابي في حدود وظيفته الروحانية الخاصة بكل فرد.و كذا إرساء دولة القانون المبنية على أساس الحجة و البرهان، أي قيم الحرية، بما فيها حرية التعبير، طبقا لقواعد التي تضمن جودة التواصل الإجتماعي كما ارساها اطو فون آبل ( Oto von Apel) و يورغن هابرماس( Jurgen Habermas)، و على المحاسبة و فصل السلط بين مؤسساتها الرئيسية التشريعية، التنفيذية و القضائية.
لأن روح الدولة الإجتماعية تتلخص في تحويل الصراع المفتوح بين طبقات المجتمع، إلى مقارعة الحجج و القناعات و المطالب و الاهداف المتناقضة لدى كل فئة إجتماعية، اي بين طبقة الأغنياء من جهة، و طبقة الفقراء من جهة ثانية، عبر التواصل الإجتماعي، أي المفاوضات، و في آخر المطاف الوصول إلى توافقات التي تفضي الى نوع من السلم الإجتماعي عوض الانتفاضات و الثورات. لكن يبدو أن السلطات في جل تجاربها في كل الأنظمة السياسية العربية و بدون استثناء، غير واعية بضرورة و جدوى المغامرة لركوب الحداثة في موجتها الأولى، و اتباع نهج العقلانية و بالتالي فكل أساليب الحكم المنهجة لا تمت بصلة لا إلى العقد الاجتماعي، و لا إلى الديمقراطية. وبالتالي يصبح المجتمع برمته غير واعي بالمخاطر المحدقة بهذا المركب كما ان الكل يفتقد لتصور واضح عن ما هي المنطلقات التاريخية لتحقيق شروط قد تفضي إلى السلم الاجتماعي كما ان الرؤية لتصور عن المستقبل البعيد المدى تبقى غائبة ، ليستفيق على حين غفلة على ثورات أو انتفاضات كما حدث أثناء ما يعرف بالربيع العربي…و البقية آتية لا ريب فيها!
اما بخصوص دول جنوب شرق آسيا، و خاصة الصين، حيث ينزاح مركز ثقل الحضارة العالمية و القوة الاقتصادية و الثقافية والصناعية، فعليها أن تدمج البعد البيئي في سياساتها الإقتصادية و الاجتماعية. لهذا فبعد أن أطلق كارل ماركس صرخته: ” يا عمال العالم اتحدوا” يمكن القول الآن و في ختام الحديث :” يا شعوب العالم اتحدوا” لفرض العدالة المناخية، و انقاذ كوكب الأرض و من عليها من كائنات أحياءية نباتية و حيوانية، حيث العديد منها أصبح مهدد بسرعة بالأمراض و الانقراض…

كوب السابع والعشرين اي محصلات لتنمية مستدامة واي تعديل في السياسات والسلوكيات؟


0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *