ما اجمل الحياة حين تهديك شخصا يقرا صمتك !؟
ذ . بوناصر المصطفى
تمنيت أن أنشء في الفضاء الأزرق ركن ” شيء من الصواب” لا يدخله إلا من له تأشيرة الدخول أو العبور ، لان الجدل لا يمكن أن يكون افتراضيا وسجاليا فقط ، فضوابطه تفرض ذلك ، كما أن شروط النقاش تقتضي مراعاة بروتوكولات كمعرفة جنس المتحدث نوعه، توجهاته الثقافية والفكرية ، وان يكون الأخلاق والاحترام وأدب الحوار هو ميثاق هذا التواصل الكوني.
لكن هزلت ، غاب الميثاق في مجال مفتوح بدون قيد ولا شرط ، اختلط الحابل بالنابل فاصبح الأمي الجاهل يجادل العالم ويضاهيه إلى درجة أن التمييز أضحي أمرا صعبا ، فضاء طغت فيه كيانات مثيرة للشفقة ،تثقن الاستفزاز ،لها رؤوس لا يستفيد منها سوى الحلاقون. .
مجال نحرت فيه لغة الضاد ،صارت عسيرة في النطق والبناء والإغراب، وحلت محلها لهجات تتجانس بالكره ،ولغات دخيلة ،تتوارثها عقول فجة، تمرنت على اختزال القيم والمبادئ في لغة موبوءة،أطلقت العنان لكلام بدئ ،وصور خليعة تبرئت منها حتى قنوات الصرف الصحي.
لم يعد الجد عملة قابلة للصرف والتداول، بل امتهن الافتراء والبهتان ،وصارت لغة الفوتوشوب تمسخ الجميل وتمجد القبيح والفاسد بل تجمله وتنمق مظهره،
مجال يصير حسن ألإصغاء مكلفا لان الإجابة تعد سلفا قبل الاستماع !
والمعارضة جاهزة قبل الفهم !
والحكم في النهاية بما لا علم! .
