لماذا روسيا تحتفظ بحق الرد على كييف باستعمال اليورانيوم المنضب؟

رئاسة التحرير :
تشهد الأزمة الروسية الأوكرانية تطورات جديدة، بعد أن كشفت وثيقة أمريكية رسمية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستعد لإرسال قذائف خارقة للدروع، تحتوي على اليورانيوم المنضب، لأول مرة، إلى أوكرانيا.
هذا السلاح الفتاك القادر على تدمير الدبابات الروسية، ياتي ضمن حزمة مساعدات جديدة لكييف، بنحو 240 مليون دولار، إلا أنه يثير الكثير من الجدل كلما جرى الحديث عنه، لما يمثله من خطر على الصحة بعد إطلاقه بفترات كبيرة.
ويمكن إطلاق ذخائر اليورانيوم، من دبابات أبرامز الأمريكية، التي تستعد كييف لتسلمها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ولا تعد الذخائر الأمريكية التي تضم اليورانيوم المنضب، هي الأولى التي تصل إلى أوكرانيا، إذ أرسلت بريطانيا ذخائر تحتوي عليه في وقت سابق من هذا العام، لكن الشحنة الأمريكية تبقى هي الأولى.
لم تعلق روسيا على الوثيقة الجديدة حتى اللحظة، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حذر في وقت سابق، من إمداد الغرب لأوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب، قائلًا إنه “في حال بدأ الغرب الجماعي باستخدام أسلحة ذات مكون نووي، فروسيا مضطرة للرد”.أما وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فقال في مارس الماضي، ردًا على إرسال بريطانيا لقذائف اليورانيوم المنضب إلى كييف، إن هذه الخطوة ستضطر موسكو للرد، مع مراعاة العقيدة العسكرية الروسية.
كما اكد بوتين، في يونيو الماضي، أن روسيا تحتفظ لنفسها بحق استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب، وقد تقوم بذلك ردًا على استخدامها من طرف كييف، مضيفًا: “لدينا الكثير من هذه الذخيرة وإذا استخدمتها كييف فإننا نحتفظ بالحق في استخدامها”.
يثير هدا السلاح الفتاك مخاوف كبيرة من مخاطره الصحية ، حيث يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى، إذا تم استنشاقه أو ابتلاعه.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن اليورانيوم المنضب يمكن أن ينتقل إلى الهواء والماء والتربة، ويمكن أن يبقى في البيئة لآلاف السنين. اذ يثير قرار الولايات المتحدة إرسال قذائف اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، الكثير من الجدل والتساؤلات، حول مخاطره الصحية والأمنية، وما قد يؤدي إليه من تصعيد في الأزمة الروسية الاوكرانية .
لكن ما هو اليورانيوم المنضب : هو منتج ثانوي لعملية تصنيع الوقود لأنواع معينة من المفاعلات النووية والمواد المستخدمة في الأسلحة النووية، يتم تخصيب اليورانيوم الطبيعي (U) في تصنيع مثل هذه الأنواع من الوقود والمواد، مما يزيد من محتوى نظير “U-235” فيه، والذي يوفر الانشطار النووي.
يسمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ”اليورانيوم المنضب”، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234. اذ ان اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.
كيميائيا، لليورانيوم المنضب (DU) تأثير بنفس الطريقة التي يؤثر بها اليورانيوم الطبيعي، بالإضافة إلى أن “DU” هو معدن ذو كثافة عالية جدا، مما يجعله مناسبًا للاستخدام (السلمي) في العديد من الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.
يمكن استخدام هذا النوع من اليورانيوم أيضًا لزيادة قوة دروع المعدات العسكرية، مثل الدبابات ولصنع الذخيرة الخارقة للدروع، وتتمثل ميزة اليورانيوم في الذخيرة الخارقة للدروع في قدرته على الاشتعال عند الاصطدام واختراق الدروع. ويفسر ذلك حقيقة أنه أقوى في الخصائص الفيزيائية، بما في ذلك الكهربائية، ويختلف تأثير اليورانيوم على المعادن التي تستخدم لحماية الدروع، فكلما كانت المركبات أكثر متانة، يؤدي ذلك لإنتاج كمية أكبر من الحرارة. كما أن احتراق الشظايا الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال إمدادات الوقود للمعدات العسكرية وانفجار الدخيرة .
ووفقا للموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية. فان المخاطر المحتملة لاستخدام مثل هذه المقذوفات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، فإن مثل هذه المقذوفات تشكل خطرًا على الصحة إذا دخلت المادة إلى الجسم، على سبيل المثال، من خلال الشظايا أو عند الاستنشاق، ولكن الاقتراب من هذه الذخيرة لا يضر بالصحةومع ذلك، توفر الوزارة الأمريكية للمحاربين القدامى الفرصة لتقديم مطالبة بتعويض العجز عن المشاكل الصحية التي يعتقدون أنها مرتبطة بالتعرض لليورانيوم المنضب،
اعترف عسكري أمريكي: بان بوتين اتخذ الموقف الصحيح بوضع “خط أحمر” بشأن استخدام اليورانيوم المنضب رغم ان روسيا لها احدث الدخائر في هدا المجال لكن تعاتب امريكا والدول العربية الحليفة باستخدام هدا اليورانيوم في حربها في يوغوسلافيا العراق .
فهل الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة فقدت رشدها ؟
الى اي حد لازال لذى هؤلاء ذرة انسان ؟