لغة الجسد واسرار التواصل الفعال بين الافراد ؟

ذ . بوناصر المصطفى :
تطور علم التواصل في الآونة الأخيرة الى درجة القدرة على استنباط وتفسير تعابير لغة الجسد اذ أصبحت لغة قائمة بقواعد مضبوطة ومحكمة لها القدرة على فهم ايحاءات الجسد لتحسين قدرتنا على التواصل والتفاهم بشكل فعال.
لقد تمكنت هده اللغة من اثبات حضورها كجزء هام من التواصل الإنساني، اذ تشمل الحركات والتعابير المختلفة التي يستخدمها الإنسان للتعبير عن مشاعره وأفكاره وحالته النفسية.
وبدلك أصبح بإمكان لغة الجسد القدرة على استنباط المواقف المضمرة والتصرفات والنبرات الصوتية التي يتخذها الإنسان أثناء التواصل. فقراءة لغة الجسد تعطي مجموعة من الإشارات الحركية والتعابير الوجهية التي تعكس شعور الشخص وما يريد التعبير عنه.
ان تحسين جودة التواصل وتقليل هامش الخطأ بين الأشخاص افراد وجماعات هو الغاية المثلى من تطوير هده اللغة بالمساعدة على التعرف على المشاعر والأفكار التي يحاول الشخص التعبير عنه ،اما بتعابير الوجه، حركات اليدين الجسم، النظرات، لانحناءات، و حتى المسافات بين الأشخاص، وغيرها بحيث وقراءة لغة الجسد يمكن أن تساعد في فهم وتحليل التواصل بين الأفراد.
لم يقف البحث العلمي عند هدا الحد بل انكب على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بتدريب الأنظمة على استخلاص البيانات الحركية والوجهية من الصور ومقاطع الفيديو، وتحليلها بشكل آلي لتحديد المشاعر والمعاني المختلفة التي يحاول الشخص التعبير عنه.
هذه التقنيات العلمية تم اعتمادها في تطوير تطبيقات الاتصالات اللاسلكية والتعليم الإلكتروني وتحسين الروبوتات الاجتماعية وغيرها. ومن الممكن أيضاً استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الأمن والمراقبة والتشخيص الطبي وتحسين جودة الرعاية الصحية
الا انه تجدر الإشارة الى ضرورة مراعاة جانب له اهميته اذ ان لغة الجسد لا تعتمد فقط على الحركات والتعابير الجسدية، بل تعتمد أيضاً على عوامل أخرى مثل الثقافة والتعليم والخلفية الاجتماعية، وهذا يعني أن استخدام التكنولوجيا في فهم لغة الجسد يجب أن يكون مدعوماً بالمعرفة والفهم الثقافي والاجتماعي
فهل الدكاء الاصطناعي يمكن ان يتجاوز قدرات الانسان الخارقة ؟