Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

كيف لفرنسا ان تقاوم غرورها الاستعماري عوض الاستئناس بالمد الانجليزي ؟

 كيف لفرنسا ان تقاوم غرورها الاستعماري عوض الاستئناس بالمد الانجليزي ؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى

 لن تنفع محاولات فرنسا بمراجعات المد الثقافي الفرانكفوني بنشر مقابلات مع مفكرين مثل ميشال سيريس في حديث عن “ فن ان تكون فرنسيا ؟”

وبالاعتزاز بوطنية البير كامي الزائفة : “وطني هي اللغة الفرنسية”

فالفئة المسيطرة دائما تتباهي بلغة النخبة  ؟

 فرغم وجود اكاديمية خاصة باللغة الفرنسية فهي اللغة اكثر تعرضا  لهجوم وغزو بعض الكلمات الانجليزية ؟ مع تفريط كامل في اصولها اللسنية  كالغاسكونية مثلا، لكن صعود اهمية اللغة الانجليزية لتطفو بطبيعتها كلغة تواصل ، لغة تجارة و معلوميات في حين اختارت  الفرنسية ان تبقى سجينة التعابير الشعرية .

كثيرا ما نحاول رصد هذه تحولات وتفاصيل الاحداث  بقراءة  متمعنة في الأخبار الدولية ، لا نجد شيئًا يثير اهتمامك اغلبها كوارث طبيعية تردي بيئي ،  تعنت امام مواقف لا انسانية  اخلاقية مشبوهة  تزكي تدهور قيمي فظيع ، والاخطر ما يندر بتباشير يوم قيامة كما يبدو واضحا لاي  متتبع فطن هو الفشل السياسي لدولة بدأت تفقد بريقها بشكل ملحوظ ومكانتها في الساحة الدولية بعد ان كان وزنها الدولي يضرب له الف حساب .

 فما هناك اسباب خفية لهذا التردي ؟

 قد نتفق جميعا ان العناد الغير مبرر لفرنسا في سياستها المتشددة والاستبدادية في سياستها تجاه إفريقيا ، وغياب أي مراجعة لفكر قروسطى ، دفع مجموعة من القادة الجدد إلى التنديد بسلوكها الهمجي والوحشي في استغلال ثروات بلدان تعيش ظروف بدائية لا انسانية ، في حين تبقى فرنسا اول من رفع شعار الحرية والمساواة  ليصبح الرهان هو قبول الجلوس الى طاولة مفوضات لوقف استغلال ثروات بلدان وتفقيرها تحت غلاف التنمية ومد يد المساعدة وشعار التعاون اذا علمنا ان فرنسا هي الدولة الوحيدة  في افريقيا التي لازالت تسيطر على هذه الدول وتعيش الرخاء على حساب تهميش وتفقير هذه القارة 

لهذا يبقى الاختيار امام فرنسا اما تدارك الموقف يتلميع صورتها والا وجدت فرنسا نفسها غير قادرة على مجاراة النفوذ الأجنبي المتزايد في إفريقيا بجهودها الخاصة ، لذلك أدركت أنها لا تملك الوسائل لإحداث فرق ملحوظ في مناطق واسعة من قارة مضطربة ، ليس فقط لأن هذه البلدان تعاني من عدم الاستقرار ، ولكن أيضًا لأنها تحت تأثير مغناطيس  قوى لدول أخرى مثل الصين والولايات المتحدة. والخصم  العنيد القديم بريطانيا …هذا دون ان ننسى دول صاعدة كالمملكة المغربية

فهل خطابات الرئيس الفرنسي و أعلانه عن استراتيجية جديدة في إفريقيا ستكون جاهزة خلال 6 أشهر بعد مشاورات باريس مع شركائها في القارة تاكيد على انهاء فترة واخماد بركان القادة الجدد ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *