Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

كاس العالم في قطر وزمن للتحديات

 كاس العالم  في قطر وزمن للتحديات
مشاركة الموضوع

رئاسة التحرير

بعد أن حققت قطر حلم الفوز بتنظيم كاس العالم كأكبر لعبة شعبية ،كانت الأصداء متعقبة لهذا التحدي ،لكن هذا البلد العربي خصص كل إمكانياته التقنية واللوجستية لإبهار العالم ،حيث قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في تصريحات تلفزيونية

نحن ندرك أن الأمر بات حقيقياً، وكأس العالم قريبة منا ، وان أفضل الملاعب في العالم موجودة هنا في قطر، مشيراً إلى أن كأس العالم 2022 سيكون الأفضل وفريداً من نوعه.

هكذا تغيرت في أدهان الدول الغربية تلك الصورة النمطية حول الدول العربية عامة ودول الخليج بالخصوص ،فعلا وبعد الوقوف على ما تحقق على ارض الواقع ،استطاعت دولة قطر في هذه الاحتفالية تحدي التوقعات المخيبة بتحقيق إنجازات مذهلة اعتمادا على احدث التقنيات وبتسخير استثمارات في البنيات التحتية لاستقبال مريح لضيوف اللعبة ، كان التقدير الإجمالي للتكلفة المالية تُقدر بالمليارات 200 مليار أنفقتها الحكومة القطرية منذ عام 2010 لإنشاء بنية تحتية غير مرتبطة فقط بكرة القدم بل بتشييد شبكة جديدة للمترو في العاصمة الدوحة ،ومطار دولي ،وطرق جديدة ، فضلا عن بناء حوالي مئة فندق جديد ،ومرافق ترفيهية ، لكن الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات شيدت في إطار تنفيذ مشروع “رؤية قطر الوطنية 2030″في مقابل كل هذه الجهود فرضت الدولة المنظمة طابعها في التنظيم ببصمة لها من الخصوصية ، قد خلقت في البداية نوعا من اللغط حول أسلمة المونديال بمنع الشعارات الشاذة كالمثلية مثلا ومنع الكحول …حتى اعتبره أول كاس عالم حلال

Image

إذا كانت قطر قد نجحت في تحديها وتقديم صورة مشرفة عن دولة صغيرة الحجم بإمكانيات بشرية محدودة العدد فان بعض الدول الإفريقية كذلك استطاعت أن تفرض كلمتها في قانون اللعبة كالسنغال وتونس ويبقى الفريق المغربي الأبرز في ترك بصمة إيجابية تجح فيها المنتخب المغربي فريق الركراكي في ترويض الفرق العتيدة في كرة القدم بمساندة جماهيره التي حجت من جميع أقطار العالم لدعمه .

لا شك أن الجميل في أن دولة قطر حققت ما لم تحققه القمم العربية ؟ حيث أيقظت في الشعوب العربية أن الاتفاق على موقف واحد إحساس متأصل ،وان العروبة شعور متميز يستحق الافتخار به واستثماره في جميع المحطات .

حقق المغرب في هذه اللعبة حلما راوده منذ سنين عدة ،فاحرز الانتصار على إسبانيا كخصم عنيد، لينتزعوا تأشيرة المرور إلى ربع نهائي لبطولة كأس العالم لكرة القدم ، أبان فعلا فيه المنتخب على روح قتالية مشهود بها في دواليب المتابعين والمختصين في قانون لعبة كرة القدم ،فكان أول بلد عربي في هذا الدور ورابع منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010.

كتعبير عن فرحة الشعب المغربي بهذا الانتصار ،خرج المواطنون في الشوارع بتعابير هستيرية بكافة فئاتهم -هن ،كما اغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي بتعابير سمعية بصرية واجتهادات فنية ابداعية فنية أحيانا، أطفأت ذلك الغيض الذي عانته من سراب التنمية ولهيب الأسعار.

كتب الإعلامي طلحة جبريل تدويته في الإعلام .. وكأس العالم

أعتقد جازماً أن إنفاق قطر بسخاء على الإعلام ، كان أحد الأسباب القوية في نيلها تنظيم كأس العالم، علينا أن نضع في الاعتبار “قناة الجزيرة” بلغاتها المتعددة ، وإن كان لها ما لها وعليها ما عليها، وكذلك القنوات الرياضة المتعددة اللغات أيضاً.
ظني أن أي سياسي لا يتقن الإعلام يبقى محدود التأثير وفاشلاً ، وأقول باطمئنان إن الإعلام يفعل في مجال السياسة ما يفعله الإعلان في مجال السلع، وفي الحالتين تكون النتائج إيجابية.

ظني أيضاً بأنه كل ما ارتفعت القدرات الاقتصادية والمالية للفرد كل ما ارتفع مستوى الخدمات الإعلامية التي تقدم له.

إلى أي حد يمكن اعتبار النجاح في لعبة رياضية انجاز مواطن يمكن الرهان عليه في تحقيق التنمية المستدامة ؟

طلحة جبريل

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *