فيلم باربي الوردي ورسائل الانوثة السامة المبطنة !
ذ . بوناصر المصطفى :
كثير من أطفالنا حلموا بلعبة اسمها” باربي ” اقتحمت مخيلتهن دون استاذان وبعد ان انتشرت وحجزت تدكرة العبور وبثت سمومها في هدا جيل منفتح على أي شيء وردي مثير، تحولت اللعبة الى مجسم في فيلم بنفس العنوان، انتشر كالنار في الهشيم، حصل على نسب عالية من المشاهدة ومداخيل قياسية في مختلف دور العرض على مستوى العالم، نجح الفيلم في خلق بصمة خاصة في ادهان مشاهديه بدليل ان الكثير تقمص الشخصية فارتفع البحث عن اسم ” باربي” وعن كين صديقتها بنسب مثيرة للاستغراب واختياره كاسم للأطفال
اثير حول الفيلم لغط كثير نظرا للمواقف والرسائل التي يحملها بين طياته ،ففي اليابان على سبيل المثال لا الحصر، واجه الفيلم انتكاسة بمواجهته بعريضة تدعو شركتي انتاج الفيلم في هوليود الى التنصل من تسويقه لاستخدامه صورا من الانفجارات النووية دكري قصف هيروشيما ناغازاكي حيث صرحت الممثلة اليابانية ميتسوكي ناتاهاكا التي أدت دور باربي ان الامر محبط جدا وفكرت في الانسحاب من الترويج للفيلم .
وفي بعض الدول العربية التي تهتم برعاياها وتحرص على المحافظة على القيم المجتمعية، وتمنع كل ما يخدش الآداب العامة، أو يحرض على مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد، ويدعو لأفكار دخيلة على المجتمع ،قررت حظر عرض هدا الفيلم بحجة الترويج للمثلية الجنسية ، والاباحية والعنف الرمزي كالكويت ولبنان وسلطنة عمان.
أحداث هدا الفيلم المثير للجدل تدور حول شخصية باربي الشهيرة، يبدأ الفيلم مع انهيار البطلة بسبب طردها من عالم باربي لاند لكونها دمية أقل من المثالية، لذا تذهب للعالم الحقيقي رفقة كين، حيث عليها اكتشاف مخاطر العيش بين البشر.
الفيلم يصور في الخلفية مشهد مجموعة من الفتيات يجلسنَ وهنّ يلعبنَ بدمى على شكل أطفال حديثي الولادة، فتيات يلعبن بتلكَ الدمى ويقمنَ بإطعامها والاعتناء بها، حتى تَظهر دمية باربي في شكلها العملاق وبجسمها المثالي وكعبها العالي وفخذيها العاريتيْن، وتتبدّى أمامهنّ في شكل المسيح المخلّص، وتكون غمزة منها، كفيلة بإبهار تلكَ الفتيات اللواتي يدخلنَ على إثرها في حالة تُشبه الاستفاقة من غيبوبة، ويقمنَ بتحطيم وتكسير دمى الأطفال بأيديهنّ، وبشكل فجّ وعنيف
لم يفق الفيلم عند صور العنف الرمزي بل يستهدف الرجال والنساء على حد سواء ،حيث تلمح الرسالة كما لو كانت الرسالة قوة اجتماعية موجودة في موقع الهيمنة والسيطرة وتُحاول من خلال مشاهد الفيلم وحواراته توجيه رسائل بصرية ولغوية معينة من أجل توليد آراء ومعتقدات معينة في عقول متلقي ومشاهدي الفيلم، حيثُ تحمل هذه الرسائل على إشارات وتلميحات من الفكر النسوي في صيغه الأكثر تطرفًا، فكر الذي لم يات لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمعات، بل من أجل هدم التسيّد الذكوري، لصالح التسيّد الأنثوي، وتكوين مجتمعات تُدفَع فيها المرأة إلى المقدمة، في حين يُلقى بالرجل في مواضع الهامش.
فكيف للون وردي ليجرىء لتفجير عالمنا الطبيعي ؟