فرنسا والمعادلة الصعبة بين بعث العلاقة مع الرباط والحفاظ على ود الجزائر؟

ذ . بوناصر المصطفى
مما لا شك فيه ان الرباط وباريس تعيشان مند مدة طلاقا شقاق دبلوماسي، كما أن القناعة بين الطر فين بأن لا جدوى من إخفاء الواقع، فالخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي الاعتراف بها، ومع ذلك، فالرئيس ماكرون لا يشعر بالراحة في الحديث عن المشاكل وسوء الفهم، حيث يفضل تأجيل المشاكل كأفضل طريقة
اذ لم يسبق لرئيس فرنسي أن ألحق الضرر بالعلاقات الفرنسية المغربية مثل ماكرون وإدارته وعهد فرنسوا ميتران
لم يقف الرئيس الفرنسي عند رفض الإعراب عن موقف واضح من ملف الصحراء، بل سخر كل ما في وسعه لمنع اشعاع المغرب افريقيا كأحد اللاعبين الرئيسيين في القارة وخصوصا بعد الدعم السياسي الذي أعلنت عنه بعض الدول الوازنة ،الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا، وموقفهم من خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لتسوية هذه القضية التي طال أمدها، ومع ذلك فإن قضية الصحراء المغربية ليست سوى غيض من فيض، اذ أن باريس لا تنظر بعين الرضى للإنجازات المغربية في القارة الإفريقية وجسورها الدبلوماسية الممدودة، والتي أعطت الضوء الاخضر للدول الإفريقية ذات التوجه الفرانكفوني لإعلان العصيان ،ومطالبة الجنود الفرنسيين بالرحيل ومغادرة أراضيها، لأنه لم تعد هناك دولة ذات سيادة تقبل وصاية فرنسا بهذا المعنى، بحيث يرى الكثيرون أن فرنسا
وكانت النقطة التي افاضت الكاس عبر نهج فرنسا لحملة شرسة واسعة النطاق في البرلمان الأوربي للمس بسمعة المملكة المغربية وتشويه صورته من خلال مؤسساتها الإعلامية فاكتشاف الديبلوماسية المغربية للوجه الحقيقي لفرنسا كمنافس شرس حصر سياسته الخارجية في بناء المزيد من الحواجز لطي المغرب عن تحقيق خططه التنموية
تسخير فرنسا مؤسساتها الإعلامية للمس وتشويه سمعة المملكة لم يترك مجالا لتبرير هدا الموقف العدائي للمغرب الشيء الدي ادي الى اتخاد ردود فعل لم تفضح فقط السياسة الماكرة لفرنسا مع أقرب شريك لها بالقارة بل دفعت المملكة الى اتخاد إجراءات وتدابير سياسية كإعطاء كل الفرص الممكنة اقتصاديا للشريك الاسباني بإعطاء دفعة قوية للعلاقات المغربية الإسبانية، وسياسيا ببعث روح في محور مدريد الرباط بتشجيع تدريس اللغة الاسبانية وكذا توسيع دائرة اللغة الإنجليزية كلغة مفضلة لذى الأجيال الصاعدة وكلغة التجارة والتواصل
كل ما عاشته العلاقات المغربية الفرنسية من تناغم ثقافي بين الشعبين وعلاقة سياسية مسمومة بين الرباط وباريس فان انعكاسات سياسة ماكرون سوف تعصف بالعلاقات السياسية حتى وان عادت فلن تعود الى سابق عهدها لدلك فالرئيس الفرنسي يسارع الخطى لقلب معادلة العلاقات الدولية
فعل وصلت العلاقات بين البلدين مرحلة القطيعة؟
الى أي حد قد يستطيع ماكرون إعادة التوهج لعلاقة فرنسا مع المغرب في حل معادلة مركبة بالحفاظ على علاقته بقصر المرادية؟
وهل بإمكان الرئيس الفرنسي اقناع كابرا نات الجزائر بتغيير مواقفهم في ملف الصحراء ؟