عبيد جدد بأقفال افتراضية ؟!

ذ . بوناصر المضطفى :
الصحافة الرقمية أو صحافة الويب هي الوجه الجديد لمهنة الصحافة، كمحصلة لتزاوج رسمي بين الإعلام والثورة التكنولوجية في مجال الاعلام، انطلاقا من الارتباط الوثيق بالوسائط الجديدة للاتصال.
لقد اضحت شبكة مواقع التواصل الاجتماعي من اهم مصادر المعلومات لبعض قناصة المعلومات فتعتمد جل نشاطات إنتاج المحتوى الإعلامي فيها على تطبيقاته المختلفة والمتعددة.
قد يتخيل لك في دخولك لهدا المضمار أنك بطل كل الحكايات، لكن حقيقة الامر انت ضحية!
يكاد لا يخلو أي عمل صحفي من البحث المعمق في مخرجات هده المواقع وظواهرها، كما أضحت وسيلة لضمان أكبر قاعدة جماهيرية، وبالتالي مصدرا مهما للدخل عبر بوابة الإعلانات.
لكن في الوجهة المقابلة لهده العملة تكون أحيانا هذه المنصات نافذة على أفكار ذات طبيعة خطيرة، كالأيديولوجيات المتطرفة أو هويات خفية تنشر محتوى مزيف تافه أحيانا، سوقي أحيانا أخرى، وقد يكون بيئة خصبة للأخبار الكاذبة، التي لا تحترم قواعد العمل الصحفي ولا أخلاقياته.
ان ما ينشر على جدران هده المواقع و صمت المسؤولين المتعمد حول تلك الممارسات لا يمكن اعتباره الا تواطؤ في حق كل من وطئت قدماه هدا الفضاء ولازمت عيناه تلك المعلقات.
لقد كشف هذا العالَم، الغِطاء عن هشاشة دّاخليّة غير متوقعة تجاوز فيهِ منسوب السلبيات الحد المسموح به ،اما الايجابيّات فمتوقفة على قدرتك ومهاراتك في الاختيار والفرز،
هي فعلا وضعية تحتاج الى المُراقبة والمتابعَة في غياب التأهيل الذاتي وقوة الإرادة،
لأنّ الانسان أصبح مفعول به أكثر من كونه فاعل. لدرجة انه استعبد بارادة ولا يتصور نفسه مستقل بل اختار الاقامة الجبرية بجدران هدا الفضاء ، ليتاكد وجوده افتراضيا لا فائدة من وراءه. فيتعزز هدا الانخراط بقناعة معكوسة مهاجر للواقعي ولاجئ في الافتراضي.
من هدا المنطلق تعطل زمنه كون سرعته لن تساير السرعة القياسية لصبيب المعلومات ،وفقد اتزانه النفسي حيث تضاعفت الثقة فامتهن الركض بين السحب حتى تعرى دهنه فاختوى بهموم لا تمت له بصلة معظمها تعابير واشارات لا تتطلب منك مجهودا في التفكير والتنوير ،بقدر ما تصنع منك أداة للاستجابة وحصد مواقف للتبرير .
مشكلتنا ليست في ازمة ندرة بل في فائض كائنات مزاجية ولاعقلانية
مشكلتنا في مستقبل سيقوده مرضى فقدو الرؤيا ، كبلوا عقولهم راهنوا على اذوق تصدح بالفوضى والبلطجة
مصير البشرية أو حتى مصيرك التفته ضبابية أصبح في كف شرذمة تحكمت بعقول سلمت مصيرها لسلطة افتراضية فانفلتت منها حياتها الواقعية
الى اي حد حسمت الاختيار ان تبقى عبدا او ان تكون فاعلا حكيما ؟