Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

ظاهرة العنف وسؤال المقاربة المندمجة ؟

 ظاهرة العنف وسؤال المقاربة المندمجة ؟
مشاركة الموضوع

لقد تعددت الدراسات والمقاربات لمجموعة من الظواهر المجتمعية، لكن رغم ذلك يبقى أثرها شبه محدود إن لم نقل منعدم، يبدو أن  المسالة مرتبطة ببعض المعالجات الأحادية الجانب إذ أن المعالجة المندمجة هي الطريقة المثلى  .

فالعنف كظاهرة في المجتمع المغربي غير مقتصرة على النوع أي على المرأة دون الرجل، لذا فان معالجة الظاهرة يقتضي منا البحث عن معالجة لجذور هذه الظاهرة بشكل شمولي ومندمج.

فالعنف الذي تتعرض له المرأة ، هو نتيجة ميكانيكية لتبعات ومخلفات وظواهراخرى مجتمعية ككل بمختلف تمظهراتها الثقافية الاقتصادية الاجتماعية والنفسية ،فلا يمكن  أن يخضع لعملية قيصرية أو بضربة زر.

 فمعاناة النساء من أشكال العنف في مجتمعنا المغربي ،قد اقتصر على أشكالٍ متداخلة من العنف ، والتي في حد ذاتها غير طبيعية البتة ،كالعنف الجسدي واللفظي والعنف الجنسي والعنف الاجتماعي والذي فرضته مجموعة من الحمولات المعرفية ضيقت الخناق عن المرأة ، كما أن هذه الآثار أحدثت خدوشا انعكست على طبيعة الإنسان الحالي والقادم سواء كان رجلا أو امرأة ،وبالتالي لابد من مراجعة عميقة لكل تلك الحمولات المعرفية والتي أحيانا تروج لها بعض المنابر الإعلامية لهدف تلميع صورتها ، أو بعض الأقلام الأكاديمية والتي تهدف إلى الكتابة تحت الطلب ،وتنحى نحو تلك المعالجة الأحادية أو المعزولة .

فالعنف في تحديداته له أسبابه المتداخلة والمركبة ،فقد يتأتى العنف من تفريغ لذلك الضغط النفسي المتراكم والمشحون من مخلفات الخصاص والهشاشة  والحرمان ،الذي تتركه الأزمات الاقتصادية المتعاقبة ،والتي كثيرا ما نبتعد عن قراءة أسبابها الحقيقية ، وقد يكون الجانب الثقافي للرجل العربي  بتركيبته السيكولوجية  له خاصيته ،حيث يعتد بعامل الفحولة والتميز عن الجنس اللطيف ، والذي له لاشك أن وقعه على الجانب الاجتماعي والنفسي كبير مما يزيد في تغذية الظاهرة وتعقيدها  .

إن التوقف عند هذه العوامل والظواهر المجتمعية،  يجب أن تفرض علينا التريث في المعالجة حتى لا نسبح ضد التيار ،فنزج بكل دلك الثقل التاريخي والثقافي للرجل ،فينحصر الإجراء في عملية الضرب في صفر، ثم نكون قد قلبنا  الطاولة عليه، و هذا هو سبب عدم تجاوب الرجل مع كل تلك المحاولات اليائسة والتي جعلت الأرقام تتفاقم ، كأرقام طلب طلاق الشقاق ،وما ينجم عنه من تفكك الأسر والمجتمع ككل .

 فإذا كان  تكريس الدفع بالمرأة بدرجة الحظوة في القوانين والتمييز في المجتمع على رفيقها الرجل هو من باب رد الاعتبار لهذا الكائن الحيوي ،إلا أن هذا قد حصر للأسف الأسرة في معادلة رقمية تتحكم فيها قرارات  قانونية زجرية ، عوض أن تتفهم فتنفذ إلى عقلية الرجل وتضعه في قفص اتهام.

فلابد من الإدراك والإقرار بين بعض السلوكيات و العنيفة المضمورة لبعض النساء الشاذات في فهم مغلوط للحرية على أنها مطلقة،وتحاول بكل قواها نسخ الشكل الغربي بكل تمظهراته الغريبة من افلام إباحية وممارسات مجتمعية شاذة كالمثلية الجنسية …،والتي أفرغت الإنسان من مضمونه ككائن اجتماعي  له قيمه العقدية والإنسانية .

 فالحديث عن حمولات ثقافية للرجل العربي قد تتقبلها بعض النساء الشاذات في صمت ،إما لان  طبيعتها تواقة الإحساس بالمتعة في تلك الفحولة المرجوة نبل ترضى أن تكون شبقا جنسيا تحت تصرف الرجل ، بل ويذهبن إلى ابعد حدود  بقبول الضرب بشكل عفوي ،هذه الاهانة اللاانسانية في حد ذاتها غدتها بعض المعتقدات الدينية ، والتي نعتبرها مرفوضة شرعا وقانونا ،  فالتعايش بين اثنين لا يمكن يتم بالإكراه  .

لهذا الاعتبارات نحتاج إلى تنظيف بعض الخطابات الإعلامية بعض الأبحاث والدراسات من الترويج لبث وتكريس الصراع بين الرجل والمرأة وتأهيل مجتمع مدني علميا وعمليا  قادر للعب دور في مساعي تقريب الرؤى ،وفهم علمي لظاهرة العنف هذه ،وضرب كل من سولت نفسه الركوب على مواضيع لها حساسية على مستقبل الإنسان .

ذ .بوناصر المصطفى

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *