صرخة في ذكرى احتفاء؟

ذ . بوناصر المصطفى
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أصبح ملزما للحقوقيين والحقوقيات تقييم مسارهم ومسارهن ، فالمرحلة تحتاج الى تعبئة الجهود لا جراءة فعلية للحقوق المدنية والسياسية للنساء، لم يعد الامر متوقفا عند إقرار شفوي لسياسات قائمة على المناصفة التامة كما أقرها الدستور بل الترافع من أجل تنزيل فعلي لمدونة للأسرة عير مراجعة منصفة تخدم كل أطراف الاسرة.

كما تجدر الإشارة الى تصحيح هدا المسار شريطة حوار وطني مسؤول نصيغ من مخرجاته مدونة جديدة، بعيدا عن مغالطات مرتجلة او مستوردة وسد ثغرات قانونية في النصوص الحالية قابلة للتحريف وللانسياق نحو طرق صدامية، ما دامت كل أطراف الاسرة كتلة واحدة، تضرر أي طرف يؤثر على انسجامها العام
أن إقرار بمدونة منصفة للأسرة عموما، كحلقة مجتمعية، هو نجاح مشروع قومي في تخط لكل الاعتبارات الضيقة من إشارات سياسية وتعبيرات ايديولوجية منزوية
صحيح ان المناصفة رهان يقر به بلدنا مقارنة بمحيطيه الإقليمي والدولي لكن لا يستسيغ ان تتحول
كل مناسبة الى الاقتصار على استجداء النخب بالتوقف عند الإشادة بالمكتسبات التي حققتها النساء بنضالاتهن، مدعومة في محطاتها بقوى تقدمية ديموقراطية
لان وصول المرأة الى موقع التأثير والفاعلية يقتضي انقلابا على كل تلك المنظومات القانونية المتهالكة بما يناسب الوعي النسائي في الشأن المجتمعي العام وينسجم مع تطلعات البلاد نحو الحداثة والتطور والتنمية البشرية المستديمة والتحولات المجتمعية ككل
ان تحقيق المناصفة مرهون بدعم النخب لتمثيلية منصفة للنساء في المؤسسة التشريعية او المؤسسات الترابية بالالتزام والتعاقد لبلوغ اهداف تتنافى والسلوكيات التمييزية كظواهر مشينة، ـكالتهديد والاعتداءات اللفظية والنفسية وكل تبعات تنامي ظاهرة العنف كمظاهر تتنافي والحداثة؟
في تقييم لنضال مستميث للنهوض بأوضاع المرأة، فهل ستبقى هده المرافعات مقتصرة على الشجب والتنديد الشفوي؟
فهدا السؤال الغرض منه تبني ثقافة التقييم واثارة انتباه الفاعليين بكل اطيافهم واطيافهن الى اعتماد الترافع بالطرق التي يسمح بها القانون (العرائض الملتمسات)
كما ان البحث في تفاصيل الجواب، هو في الحقيقية إرادة قوية لتحقيق مبتغى منهجي حتى لا تبقى جهودنا مقتصرة على البكائيات ونشر غسيل وضعنا القائم بمقاربات محصورة داخل اوساط معينة، فهدا طبعا لن يغير من الامر في شيء.
لا يمكن اغفال كون المجتمع رغم مظاهر الحداثة، هو مجتمع ذكوري بامتياز نحن في أمس الحاجة الى الابداع والتريث لإعادة النظر في مراجعة مدونة الاسرة بنوع من الحكمة و التبصر، بعيدا عن المواجهة العنيفة والطرق الصدامية.