صداقة أمريكا قاموس كسنجري أقرب الى الشدود

ذ . بوناصر المصطفى :
عموما وفي منطق العلاقات الدولية لا مجال للحديث عن صداقة اذ ان صداقة بالمفهوم المتداول لا محل لها من الاعراب في العلاقات الدولية فالمنطق البراغماتي هو سيد الموقف ، سواء تعلق الأمر بأمريكا أو بغيرها، حيث يبقى منطق التراضي في المصالح المتبادلة بين الدول هو السائد.
ان أي تحريف لمضمون المصالح، يغير صيغة الخطاب فالإطار الدي تغلف به أمريكا القانون الدولي يؤطر علاقاتها ببقية الدول وبالتالي تصرب عرض الحائط اي قانون دولي يتعارض مع مصالحها، مصالح يتوافق حولها القطبين السياسيان الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري
قد لا نختلف في ان منطق السياسة الامريكية مرجعه هو هنري كسينجر أحد أبرز منظري السياسة الخارجية الأمريكية بمقولة : “أن تكون خصما لأمريكا فأنت في خطر، لكن أن تكون صديقا لأمريكا فأنت تلقي بنفسك إلى التهلكة”
ان اهم مرجعية للسياسة الخارجية الأمريكية هي الاعتماد على القوة وخلق الصراع وتغيير الأنظمة السياسية بجميع أساليب القوة، في تجاوز للشرعية والمشروعية السياسية الدولية، حتى في ظل معاهدات واتفاقيات دولية التي ترمي لعلاقات دولية راقية.
لقد باتت السياسة الامريكية دوليا لها معرف هو خلق القلاقل وتمطيطها وتدبيرها عن بعد فهي المحرك الفاعل في العلاقات الدولية، في كواليس ادارتها تدبر الحروب والصراعات في جميع أرجاء العالم بشكل مجالي.
لقد اعتمدت على صدام حسين كحليف لصد الثورة الخمينية لكن كسرت شوكته بغزوه للكويت بالإعداد لنهايته بحصار شرس وحكمت عليه بعد دلك بالشنق في 2003في عيد الاضحى له رمزية في العالم الاسلامي
ارتبط مفهوم الصداقة الامريكية بالتودد لوبي الأسلحة الفتاكة فيدفع فواتير بملايين الدولارات، واعتبارا لهدا المنطق فان المغرب كزبون وفي لهدا اللوبي الأمريكي سيكون ملزم بقواعد هده اللعبة وحل معادلتها حتى لا يقع في الفخ.
ترمي الإدارة الامريكية في القادم من الأيام الى ان الحق في التوفر على الأسلحة الامريكية شرط واجب للوفاء للصداقة الامريكية، قياسا على ما ينص عليه الدستور الأمريكي.
طبقا لهدا المنطق فالمملكة في حاجة الى فك لغز هده المعادلة وتحديد الموقف ليس في الاختيار بين المتضادين الصداقة والعداء بل باستحضار الخوارزمية الكيسنجرية ،خاصة مع التطور الذي عرفته العلاقات المغربية الامريكية بعد دعمها الرسمي لمغربية الصحراء كقضية أولى للمغرب ، وانعكاسات هدا الموقف الرسمي على تطور العلاقات المغربية الإسرائيلية.
فصداقة أمريكا تقتضي الالتزام بشروط تضعك في موقف مسلوب الموقف والإرادة:
– موقف الحذف من قاموسك كل ما يسيء ويحرج الخارجية الامريكية، كحدث 11 شتنبر 1975 التي ترمز إلى اغتيال الرئيس الشيلي سلفادور إيندى من طرف الاستخبارات الأمريكية في الحرب الباردة في حين ان تشجب وتندد بالاعتداءات التي تعرضت لها يوم 11 شتنبر 2001
– اعتبار كل تقارير الخارجية الأمريكية هي الأسمى في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة والديمقراطية وفصل السلط، من التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية.
-المساندة اللا مشروطة لإسرائيل بدعم سياسة الاستيطان كون فلسطين أرض الميعاد، و استباحة كل المقدسات الفلسطينية من تدنيس المسجد الأقصى، حرق المصحف الكريم، واعتقال الأطفال في تحد لاتفاقيات حقوق الأطفال والاعتقالات التعسفية والاغتيالات واعتبارها أسمى من اتفاقيات السلام، مع نهج القمع لأي مؤسسة مدنية تناهض التطبيع في افق التحفيز لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية معها، تمهيدا لعلاقات دبلوماسية.
– القطع مع أي خطاب معارض للسياسة الإسرائيلية كمحاضرات نعوم تشو مسكي ومحاضرات يعقوب كوهين، او الإشارة من قريب او بعيد الى وعد بلفور مقابل دعم بروتوكولات حكماء صهيون واساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية.
في هدا العالم المشروخ يحق لنا ان نتساءل عن افق لازال المتدبدب بين رغبة أمريكا الاستفراد بصنع القرار الدولي؟ والتأسيس لعالم متعدد الأقطاب تدبر اموره الولايات المتحدة بتنسيق مع الخصمين الحليفين الصين وروسيا؟
فعن أي تكلفة سياسة نتحدث؟ تكلفة الزمن! ام تكلفة لنهاية التاريخ بحرب نووية ؟