شكرا كورونا فلنودع ذلك الشغب الجارف؟
ذ . بوناصر المصطفى
بقدرة قادر تحولت حياتنا إلى سراب ،اجمل حلم كان أي منفى ينأى بك عن الإنسان ، لم يعد للتاريخ حضور مادام السكون سيد الموقف، توحدت نقاشاتنا سواء العلنية أو الافتراضية ، لا معنى ولا ملامح في الزمن المارق الشفاف ،تشابهت كل الرهانات وتوحدت لمواجهة الزائر الغريب ،لم تبق إلا ااـة الصورة وقد تربعت على فضاءاتنا الفارغة، توثق ارقي فضائح قراراتنا ودلك السكون المستميت ، فاستبدت بالعزف على أوتار أذواقنا الكئيبة الهجينة؟
أ هي حالة احتضار هدا الزمن الكوفيدي تلقى بظلالها ؟
هكذا استبد الزحف مدة من عمر هده الأرض ليعود الضمير إلى مكانه الطبيعي بيننا ، في حين غابت معادلة التوازن عن حركاتنا الآنية بشكل مركب ؟
فلنسجل عبثا سكنات هدا النبض المتبقي استعدادا لإطلاق العنان لفيض العثرات الحاضرة الغائبة ؟
كل وجداننا الجمعي عاد بقوة ، وكل حلول الإنقاذ كانت مشاريع تناقش بصوت مرتفع ؟ حتى صار حق العيش ممنوع من الصرف لأنه بقدرة قادر.
كل هدا التيه ضاعف في الإنسان شغبا جارفا، سمح للتكالب باسم التداول ،فالوقاحة صارت جرأة مسحت علاقاتنا بحلة الوحشية والجشع ،وتعثرت رؤانا بين رماد كتب واختراعات.
الحصيلة ؟ مدعوون الآن للتأمل وتقييم رؤانا في وقفة لتصحيح مسا ر صار به عطل أو لنقل داء توحد ، فلنركز جهودنا حتى لا يسقط مصير هدا الكون في دائرة الضلال المفعول به .
دعونا نتأمل كل فضاءاتنا المارقة العامرة بالكسح المختل ؟ ، المسكونة بتكريس السخافات العلمية ،ونشر متعمد لنفايات خرقاء تجوف أي رؤية، وتسطح وتعطل كل مبدع يحمل هم الإنسان ، أو تمييع كل مبادرة تميل إلى معايير التفكير العميق ،حيث تتجانس المعرفة العلمية ونهج ثقافة السؤال بهدف أن يصبح الوازع الأخلاقي مكون أساسي من تفكيرنا؟
فمن يعلن البداية لهدا التمكين السياسي؟
لتتوقف ولو فسحة تمادي هدا التطبيع المزمن مع الارتجال باسم الذكاء الاصطناعي والحرية الجارفة؟
ونصد فيض فضلات تشهد تدهورا قيميا لإنسان منكوب ؟
هي مخلفات حفنة قرارات فقدت مناعته المكتسبة ،فبصمت عالمنا بسلوكيات متغيرة ، تتلون دون سابق إندار؟
إذ لم يبق في رصيدك سجلك أيها الكائن ؟إلا عثرات وزلات دون حسيب ولا رقيب؟
فلتستمتع بمواهب الزلل وفن الارتجال إذ لم تترك لعقلك مساحة كافية للعقل والتبصر؟
ولتتساءل مادا بقي فيك من نفحات ضمير دلك الإنسان ؟
وكم يمكن أن يكون نصيبك من الزيف والمسخ ؟
دون أية مبالغة نتاجاتنا الفكرية أصابها الخرف :
في التعليم نربي أجيالنا على الثرثرة وتمارين الفوضى ، وفي الصحة نمارس صنع الإعاقات وفن الإبادة ،أما في دور العبادة صارت مرافق عمومية يبست الروح فيها ،تنمي سلوكيات صارت جوفاء بهدف حب الظهور والإشادة .
فهلا استفدتم من دروس لقنتكم تمارين للنقيب عن بصمة إنسان ؟
فالجائحة لم تعد ذلك اللغز الذي يصعب فهمه رصده ؟ بل إشهار لبطاقة حمراء؟
هي فرصة للتصالح مع ذواتنا وتحقيق رهانات بشكل غير مسبوق ، فرصة للطبيعة لتتنفس الصعداء
لكن الأهم هو ادراك الإنسان في هدا الكون ،أننا في قارب واحد ،ليتوقف التسابق نحو التسلح ونسعى جميعا إلى رفاه الإنسان من اجل العيش في سلام .
ذ .بوناصر المصطفى
