Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

شعب عنوان للجندية وامتصاص اي ازمة !

مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى :

بمجرد ان توقفت الارتدادات ولو مؤقتا انطلقت الجنود الابية، من الشعب المغربي وشمرت عن ساعدها لمساعدة ضحايا الزلزال بإنقاذ المصابين وانتشال الجثث من تحت أنقاض سطحية، في انتظار وصول الإمكانيات اللوجستية الثقيلة التي من الصعب تجاوز ها لعسر ممرات جبلية، او عزلة فرضها توطين المناطق المنكوبة.

هي صرخات تتعالى في كل لحظة!! نتلقاها بحسرة وحزن عميقين بتأخر النجدة

 فعلا مغامرة ان تنتقل بشكل عفوي الى بؤرة التوتر لازالت في فترة نشاطها وتجند امكانياتك البسيطة والمحدودة وتتزعم إطلاق نداءات الإغاثة

جاء التفاعل الدولي مقرونا بانخراط محلي شبه كلي لساكنة جهات المملكة المغربية رغم ضائقة اقتصادية لازالت يئن منها، للاستجابة لصرخة التضامن وتوفير حاجيات المناطق المنكوبة ومؤازرتها في محنتها

 هكذا انت يا شعب المغرب! قدرة هائلة على المباغتة والإصرار على امتصاص الألم والاسهام في فرملة اي ازمة؟ ، مواطنون ومواطنات، عائلات واسر من مختلف فئات الاعمار والطبقات منخرطة في دعم هدا السلوك الإنساني النموذجي واستجابة لصيحة مواطناتية تستحق دخول كتاب الارقام القياسية؟

في هدا الصدد لم تتوان دول شقيقة وصديقة في اعلان دعمها ومواساتها للمملكة في هدا الزلزال المدمر، الا ان الدولة المغربية امضطرة للاستجابة في إطار محدود لهده النداءات ، في تجاوب وبلغة ديبلوماسية تشير بان المملكة المغربية لها من الإمكانيات اللوجستية والبشرية المؤهلة لاجتياز هده المحنة ، هي محاولة امتحان في القدرة على الالتحام والمثابرة.

على صعيد رسمي تحركت القوة العمومية من جيش ملكي، امن وطني ،درك ملكي ،قوات مساعدة ووقاية مدنية و هلال أحمر مغربي بتعليمات من صاحب الجلالة للانتقال على وجه السرعة في مسيرة حاشدة للإغاثة  بتوفير مستشفيات القرب وتحضير المستلزمات غذائية، دوائية ولوجستيك من خيام لإيواء الاسر المنكوبة   .
كانت مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات النت الالية الفاعلة في سرعة التواصل الشعبي لتعزيز قيم المواطنة والتلاحم الشعبي اذ كانت تتقاطر الفيديوهات وصور توثق لحظات هده الحالات التراجيدية الأليمة لكل مختلف المناطق المنكوبة.
اما على صعيد غير رسمي فقد ابان المواطنون والمواطنات وبعض الجمعيات المدنية الفاعلة في جميع القطاعات مجندة بأطباء قطاع خاص على تكتل قل نظيره مستعينة بالمؤسسات الخيرية للوقوف كجنود لتوفير كل ما يلزم للخروج باقل الاضرار من هده الفاجعة اما بتوفير الغداء للطاقم الطبي بالمستشفيات وخاصة تلم التكنة المستشفى الجهوي محمد السادس ، او المسكن للأسر المصابين في مراكش او بفتح اكتثاب “كلنا الحوز وتعميم الحساب البنكي وطنيا ودوليا بتعاون مع الجالية المغربية بالخارج ،كما تحمل هدا الشعب الابي المحنة في طوابير من المتبرعين بالدم .

استطاعت هده النكبة رغم حجم الخسائر المادية وقساوة تأثيراتها النفسية ومخلفاتها البشرية سواء على المستوى القريب او البعيد ان تضع المملكة على محك الخروج من ازمة الى مأساة، والاعتراف بجميع اللغات ان الشعب المغربي شعب التحدي وتجاوز العقبات.

كل هدا جميل!   قد تكون رسالة لمن يتجاهل قدرات ومؤهلات هدا الشعب مرابط دائما لتدبير الازمات وانه رقم صعب في مواجهة الصعاب والشدائد على ان بصمته تبقى فريدة في الرشد في مواجهة كل التحديات

ذ بوناصر المصطفى



 

 

 

0 Reviews

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *