سلسلة قمم لمحاربة التغيرات المناخية؟ هل استفادت الارض من تقليص انشطة الانسان؟

ذ بوناصر المصطفى :
على مدار السنوات العشرين الماضية تم عقد العديد من قمم الاحتباس الحراري، والتي تهدف جميعها إلى تبادل المعرفة والتعاون الدولي لمكافحة التغيرات المناخية والحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
الا ان تحديد فعاليات هذه القمم وإنجازاتها تختلف من قمة لأخرى، فالعديد من القمم اتفقت في اتفاقيات عالمية
هامة لخفض الانبعاثات الكربونية، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والتحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون
كانت اتفاقية باريس للمناخ التي وقعت في عام 2015 قد استطاعت بلورة واستهداف ضرورة تحقيق انخفاض في درجات الحرارة العالمية بحدود 2 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، والعمل على الحد من ارتفاعها إلى 1.5 درجة مئوية الا انه على الرغم من ذلك، فإن العديد من الدول لا تزال تواجه صعوبات في تنفيذ التزاماتها المتعلقة باتفاقية باريس وغيرها من الاتفاقيات الدولية لمكافحة التغيرات المناخية، فالتحدي الرئيسي يتمثل في تحويل الالتزامات الدولية إلى إجراءات عملية وفعالة في الواقع؟
يمكن القول إن الوعي بالخطر حاضر ،لكن اتخاذ الخطوات الايجابية لمكافحة التغيرات المناخية، لا تزال غير كافية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه ،ومن المتوقع أن يكون هناك حاجة إلى جهود مستمرة ومتواصلة من جميع الدول والمجتمعات حول العالم لتحقيق هذه الأهداف ومواجهة تغيرات المناخ.
كثيرة هي الأدوات التي يمكن استخدامها لتشجيع المزيد من الدول على الالتزام باتفاقية باريس وتنفيذ التزاماتها المتعلقة بمكافحة التغيرات المناخية، ومن أهم هذه الأدوات:
-1تحفيز الابتكار التكنولوجي باستهداف تطوير تقنيات جديدة لتوليد الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، ويمكن ذلك عن طريق تقديم الحوافز والمساعدات المالية للشركات والمؤسسات التي تعمل في هذا المجال.
-2 تحديد معايير صارمة للانبعاثات الكربونية والتزام الدول بتحقيق هذه المعايير، وذلك باستخدام العقوبات المالية لتشجيع الالتزام بتلك المعايير.
-3 تشجيع التعاون الدولي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وذلك عن طريق تبادل الخبرات والمعرفة وتقديم الدعم المالي والتقني للدول التي تواجه صعوبات في تحقيق التزاماتها.
-4 تعزيز الوعي العام حول أهمية مكافحة التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة والاقتصاد، عن طريق الحملات الإعلامية والتثقيفية وتوعية الجمهور حول أهمية اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الانبعاثات الكربونية.
-5 بلورة اتفاقيات دولية جديدة أو تحديث الاتفاقيات القائمة لتشجيع المزيد من الدول على الالتزام بمكافحة التغيرات المناخية وتحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية باريس
-6 تحديد و اتخاد معايير صارمة للانبعاثات الكربونية يمكن أن يتم عن طريق عدة طرق، وفيما يلي بعض الأمثلة
– تحديد حد أقصى للانبعاثات الكربونية التي يمكن للدول أن تنبعث بها، ويمكن تحديد هذا الحد عن طريق اتفاقيات دولية أو قوانين ولوائح محلية
– تحديد معايير للأداء البيئي للشركات والمؤسسات، وذلك عن طريق تحديد حدود للانبعاثات الكربونية لكل وحدة إنتاج، ومن ثم العمل على تحسين أداء الشركات والمؤسسات لتحقيق تلك المعايير
– تطوير تقنيات جديدة للحد من الانبعاثات الكربونية، بتحديد معايير للحد الأدنى للنسبة المطلوبة من استخدام تلك التقنيات في الإنتاج الصناعي
– تحديد الحدود الزمنية لتحقيق تلك المعايير، عن طريق تحديد موعد نهائي لتحقيق هذه المعايير، ووضع خطط عمل واضحة لتحقيق هذه المعايير والمؤشرات خلال فترة محددة
– تطبيق العقوبات المالية على الشركات والمؤسسات المخلة بالتعهدات و بالمعايير البيئية المحددة، ويمكن استخدام العقوبات المالية كوسيلة لتشجيع الالتزام بتلك المعايير
عمومًا، يجب أن يتم تحديد معايير صارمة للانبعاثات الكربونية بشكل دقيق وعلمي، ويجب أن تحدد هذه المعايير بالتشاور مع الخبراء والمختصين في مجال تغير المناخ والحد من الانبعاثات الكربونية
فهل هناك فعلا إرادة حقيقية للتغييروالحفاظ على التوازن الطبيعي ؟