حوارشيق بين السيدة فيروز الأم والإبن زياد الرحباني

ذ . ادريس المغلاشي
فيروز أيقونة فنية متفردة في زمانها هذا اللقب الذي يعني (الحجر الثمين) والذي غطى على اسمها الحقيقي( نهاد وديع) كما انتزعت باستحقاق لقب العمود السابع لبعلبك .اسمها اصبح رمزا للغناء الراقي وقد أغنت المكتبة الفنية برصيد محترم في الغناء والمسرح والسينما .هذا التاريخ الحافل يسائلنا جميعا عن مصير ارثنا الفني والحضاري وننضم اليها وهي تجري حوارا شيقا مع ابنها زياد الرحباني .وكأنها تشخص واقعنا الفني المأزوم والمهزوم وكيف استطاع التافهون احتلال مواقع اعلامية متواطئة ليفسدوا علينا ذوقنا.في تنافس تجاري شرس ومقيت لايراعي لا الذوق ولا الأخلاق.
“-لماذا ياابني زياد لم تعد تلحن كما كنت تفعل منذ سنين؟
-يا أمي .. لم تعد الناس تسمع بآذانها بل بعينيها …
-ماذا تقصد يا زياد؟!!
-أقصد عندما تكون المطربة راقصة .. والراقصة مطربة وتصبح هي الأولى ….فكيف سألّحن ولمن ألحّن يا أمي ..؟!!
-يا زياد لّحن لي كما لحنت من قبل …
(سلملي عليه وبوسلي عينيه) فالذّواقة الفيروزيون مازالوا موجودين يا بني ….
-سأحاول …ولكنني أشعر أنني في هذا الزمن الأغبر قدنضبت ينابيعي التي كانت تروي مدامع العشاق والذين كانوايحتسون صوتك مع قهوتهم صباحا على شرفاتهم العتيقة ..فالبن أصبح أغلى من الكافيار ..والشبابيك العتيقة هجرها أهلها.. وامتطوا قوارب الموت والخوف قاصدين بلاداً بعيدة …
-يا زياد لا تتشاءم أبداً .. فما زال القمر ينير الليالي …
ومازالت الشمس تدفىءالفقراء…ومازال البحر يمنح للصيادين السمك والفرحة .ومازالت أشجار الأرز والشيح والصنوبر تهب عطرها لكل الناس حتى الفقراء منهم ….
-ياأمي وياسفيرتناإلى النجوم أستسمحك عذرافإني لا أستطيع ولكنني سأحاول …
-يا زياد …صحيح أن أغلب الفضائيات والمحطات تآمرت عليّ ولم تعد تسمح بإطلالتي وبأوامر مشددة من الذين سرقوا أحلام الناس الطيبين بحجة أن أغنياتي تحرّض على حب الوطن … ولكن البركة والخير بمحطات وإذاعة دمشق التي مازالت على العهد ؛ فصوتي ما يزال يسمعه أصدقائي السوريون كل صباح وبلا فنجان القهوة الذي صار حلما .. وعلى الرغم من كل شيء … فكل أغنياتي تصل إليهم عبر شقوق الأبواب والنوافذ ومن خلال طوابير تلك السيارات التي تقف ساعات طويلة أملا ببضع ليترات من البنزين ..
هل تذكر يا زياد عندما غنيت لهم ومنذ زمان …
/ شأم أهلوك أحبابي وموعدنا …
آواخر صيف آن الكرم يعتصر؟؟؟ !!! /
كما غنيت …
/ والماسهرنا ببيروت منسهر بالشام/
/وعليك عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح/
سأبقى حبيبة السوريين وسيبقى صوتي يصل لمسامعهم
في كل مكان ….. فأنا ودمشق وأهلها …..صداقة عمر لا تنتهي” ❤❤.