حلف البريكس تلك المجموعة الاقتصادية لإنهاء الهيمنة الأمريكية ؟
ذ بوناصر المصطفى
في ظل الصراع القديم الجديد بين الشرق بزعامة روسيا والصين، والغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، اتخذ هذا الصراع أشكالا متعددة فيما سميت بالحرب الباردة، لا شك انه في الآونة الأخيرة اتخذ شكلا اكثر حدة طبعتها المواجهة المباشرة ،تجلت في انفجار حرب بين أوكرانيا وروسيا والتي لا يمكن اعتبارها إلا بداية لتبادل الاتهامات و الملاسنات .
لكن كل الاجراءات والحصار الذي فرضه الغرب ومحاولة الضغط بإجراءات مالية و اقتصادية ثقيلة ضد روسيا لم تؤت أكلها فهذه الأخيرة كانت بالمرصاد ما دامت قد اتخذت كافة الاحتياطات للحد من قوة هذه القرارات ،مع العلم أنها كانت منذ أمد بعيد تستعد لحشد الدعم لخطة تحد من هيمنة النظم الأوحد ،وإعادة إحياء نظام ثنائية قطبية.
لقد كان آلإعلان عن تأسيس هذا النظام الثنائي قد جاء بدعوة روسيا لرؤساء الدول الأسرع نمو اقتصادي في العالم مند 2009 ،ضمت في البداية : روسيا البلد المنضم ،الصين، والبرازيل وأخرا وليس أخيرا جنوب أفرقيا التي انضمت بعد ذلك بسنة، لتصبح كلمة بريكس هو اختصار للدول المؤسسة لهذا الحلف الاقتصادي والذي كان الهدف منه التنسيق الاقتصادي على اعتبار ان مساحة هذه الدول المؤسسة لهذا النادي السياسي يقارب 40في المئة ،الشيء الذي مهد للاتفاق لبناء مكونات وتركيبات لهذه البنية المالية والاقتصادية بتأسيس بنك التنمية الجديد 2015 في شنغاي .
ويهدف هذا الصندوق الاحتياطي المالي إلى :
– 1 منافسة صندوق النقد الدولي
– 2 تكريس التعاون جنوب جنوب
– 3 بديلا لنظام الدفع سويفت في بيئة امنة موثوقة ومضمونة
– 4 والانتقال إلى التسويات بالعملات وطنية
– 5 وتوفير نوع من الاستقلالية عن الأنظمة الكولونيلية
لقد نجح هذا النادي السياسي في قمة شيامين 2017 ، بكسب تعاطف أعضاء وضيوف جدد ،أبدت دول كثيرة اهتماما بالعضوية (كتركيا رغم كونها عضو في حلف الناتو ،أفغانستان ،الأرجنتين ،واندونيسيا ،والمكسيك وبعدها أعلنت دول اخرى قبول الحوار على هامش القمة ، كبنغلاديش ، إيران ،نيجريا ، السودان ، سوريا ،واليونان
كما تمت عقد قمم ثنائية بين بريكس واتحاد دول امريكا الجنوبية وكذا في منظمة شنغاي وخليج البنغال مجموعة ميكتا
اتفقت دول البريكس كي تحالف اقتصادي قوي الهدف منه للتأثير في مسار الاتفاقيات التجارية الأساسية كونه له ركائز بينية متكاملة G7خارج دائرة
لا شك أن حلف البريكس يعتبر حسب المحللين قوة صاعدة ، بدأت تمهد لمواجهات عنيفة ، فبداية تشكل هذه الأحلاف ،يذكرنا بمرحلة السخينات لحرب عالمية ؟
لازالت بعض الدول في المنطقة المتوسطية قد أبدت استعدادها للالتحاق كالجزائر مثلا ؟ رغم أن هذه الأخيرة تحاول أن تعوض فشلها في التموضع الوازن في الاتحاد الأفريقي دفعها إلى البحث عن بديل وتحالفات اخرى ، لكن الهدف الأساسي للدول المؤسسة للبريكس هو أن تنجح في توسيع قاعدة هذا الحلف للتضييق على النفوذ الغربي والأمريكي بالمنطقة .
إلى أي مدى يمكن اعتبار هذه القرارات بداية حرب عالمية ثالثة ؟
لقد عاش العالم مرحة التخمة في الاقتصاد السلمي؟ هل هي بداية لتغيير النمط نحو اقتصاد حربي ؟
ذ بوناصر المصطفى
