حقوقنا ليست للتفاوض!

ذ . بوناصر المصطفى:
وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، هي حقوق اساسية جوهرية منبعها كون الإنسان يتمتع بكرامة وقيمة فطرية، فهذه الحقوق كونية لا تقبل التفاوض أو المساومة ولا يصح لاحد ان يعتمدها في أي مزايدة سياسية؟
أبرز الوثائق الدولية تحدد هده الحقوق الأساسية في حقنا في حياة سليمة وامن وامان شخصي وحرية لا مشروطة، حقوقنا الاجتماعية، حقنا في الصحة في التعليم. حقوقنا الاقتصادية في عمل غير مضن، وحقوقنا السياسية مثل حق المشاركة في الحكم وحق التعبير عن الرأي.
لذا فحماية الحقوق الإنسانية احترامها فرض عين، وفي جميع الأماكن والأزمنة تبقى واجب بغض النظر عن الثقافة أو الدين أو الجنسية أو العرق أو اللون أو أي تمييز آخر.
ومن هدا المنطلق فإن أي تجاهل لهده الحقوق أو تجاوز يعد انتهاكًا للقانون الدولي ويستلزم بالقوة مساءلة المسؤولين عن ذلك!
مهما يكن من اختلاف في الرؤى! حماية حقوق الإنسان والتصدي لأي محاولة للتفاوض أو المساومة عليها تصنف أولوية في جميع القرارات والسياسات، وتوفير الحماية والعدالة لجميع الأفراد بغض النظر عن هويتهم أو وضعهم هو حق مكفول.
الا ان الملاحظ ان في هدا العالم فالحديث عن حقوق الإنسان بقي سجين المجرد يرسم حقوقك الأساسية على الواح افتراضية، فيساومك بشكل علني وبجرأة لا طبيعية!
في الحريات الشخصية كالحرية الدينية تطلق سلسلة شروط، حرمان الأشخاص من حمل الرموز الدينية، تخضع التجمعات للمراقبة وكل تنقلك يحتاج الى ترخيص…، بل اتخذت أحيانا اخرى أساليب وخروقات سوريالية، اشكال تقايضك بمتع توهمك بعيش حالم في مواسم الديمقراطية، تنتهك كرامتك الانسانية بالتعذيب النفسي والمعاملة اللا انسانية.
هكذا حقوق البشر أصبحت سجينة عناوين مجردة من أي موقف مبني على الالتزام بقضايا الانسان!
فكيف يمكن المراهنة عن الحقوق في زمن ازمة ضمير؟
زمن ضياع الرشد بين ألوان المتع والنزوات؟
لحظات احتضار مشاهد تتكرر في دهنك من زمان!
تنتهك حقوقك المدنية! بافتعال نزاعات مسلحة تختبر في الأجساد البشرية انواع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وكل ألوان القتل، أساليب التهجير القسري، اغتصاب الحق في ملاذ آمن، تمييز عنصري أو قومي ضد اللاجئين، اضطهاد عنصري أو ديني أو ثقافي ضد اقليات عرقية أو دينية أو جنسية؟
تنتهك حقوقك! بالعمل مكرها وبنسمة عبودية معاصرة، وانتهاك مكثف لحقوقك ان اخترت الهجرة!
تنتهك حقوقك! بالعنف الجنسي والأسري وفي قضايا تشيئ النساء، وتمييز في مجالات قانونية واقتصادية وسياسية،
تنتهك حقوقك حتى تشمل عمالة الأطفال، واستغلالهم الجنسي، وانتهاك صارخ لعالم طفولي في نزاعات مسلحة.
هي مجرد بعض امثلة قائمة وغير شاملة انسحبت فيها الكرامة من ذاكرتنا، ولم تعد تشرف أي انسان!
فمن يعيد للعالم رشده؟
ما احوجنا الى بعث الروح لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم!
أي بطل ثائر يتحرك يتطوع ليدق على الأقل ناقوس الخطر؟
لان الحقيقة المرة اننا في ظلام دامس فضاعت ملامحنا بين قطرات الصواب وبحر الجفاء؟