حركة صحراويون من أجل السلام البديل القادم لحلحلة الحوار الصحراوي الراكد

ذ .بوناصر المصطفى
كل التنازلات التي قدمها المغرب في قضيته الوطنية وبالرغم من كل الجهود التي بدلها المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سلمي فان الطرف الثاني الذي اختار الشقاوة والعداوة عوض قيم التعاون وحسن الجوار أصر على التعنت لتمطيط الأزمة والتي عمرت اكثر من اللازم ،فالقت بثقلها لإهدار الزمن السياسي وانعكاساته على مستقبل الأجيال وتهديد عملية السلام بالمنطقة
فقد أدى انسداد الأفاق في العملية السياسية من قبل الزعامة الكارتونية للبوليساريو إلى فقدان الثقة في هذا الكيان وظهور زعامات سياسية مستقلة وقفت ضد شمولية الحزب الواحد واتخذت من الديمقراطية والتعددية الحزبية أهدافا لها فأسست في أبريل 2020 حركة اختارت لها اسم : “حركة صحراويون من اجل السلام”
يقول السيد باهيا أبا علي عضو اللجنة السياسية الدائمة عن ظروف التأسيس :
إن تعيين” ستيفان دي مستورا كمبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة بعد استقالة ”هورست كوهلر قبل ثلاث سنوات شكل فرصة جديدة، وربما الأخيرة، من أجل الوصول لآفاق سلام دون وجود خاسرين أو رابحين
كما أدى القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس ”بيدرو سانشيز“ بقطع الحياد السلبي للحكومة الإسبانية واستعداده للمساهمة في حل للمشكلة ”مقبول للأطراف“ إلى خلق ديناميكية إيجابية، ذلك أن موقف إسبانيا يشكل عامل تأثير في الدول الغربية الرئيسية الأخرى، إضافة إلى كونه عنصرا أساسيا من أجل السلام في الصحراء الغربية.
لذلك كان ضروريا ان تضع الحركة الجديدة ضمن أولوياتها مبدا تعزيز حل وسط يضع حدًا لرحلة الخمسين عامًا، ويفتح مستقبلًا يوحد الصحراويين في أرضهم، مليئا بالرفاهية والازدهار للجميع.
فاتخذت حركة صحراويون من أجل السلام مبادرة لتنظيم اجتماع دولي لمناقشة ولفت الانتباه إلى الحاجة الملحة لتسوية سلمية لمشكل الصحراء الغربية كعنصر أساسي للسلام والأمن في شمال غرب أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، ومن خلال ذلك، سيتم تنظيم ” ملڭـى أهل الصحرا “ وهو لقاء للحوار الصحراوي بمشاركة مختلف الفاعلين في المجتمع المدني الصحراوي، الهدف الأساسي منه هو الاتفاق حول استراتيجيات لصالح جهود السلام من خلال تقييم دور السلطة التقليدية، ووجهاء القبائل، الذين جسّدوا التمثيل الشرعي منذ زمن الاستعمار الإسباني..
وإيمانا من الحركة بالتعددية السياسية وإشراك الجميع فقد تم تخصيص دعوات للمشاركة وُجهت لممثلي الأعيان ورئيس البرلمان بالبوليساريو وممثلها في إسبانيا، إضافة إلى استعداد ها لتوجيه وفد يمثلها للمشاركة في مؤتمر البوليساريو القادم.
سيتم عقد ندوة السلام التي تنظمها حركة صحراويون من أجل السلام بالتعاون مع منتدى ، يومي 22 و 23 سبتمبر في لاس بالماس بجزر الكناري“، وهي منطقة ستمنح الحدث بعدا خاصا نظرًا لقربها وعلاقاتها التاريخية مع الصحراء الغربية.
من المرتقب أن تشهد الندوة حضور شخصيات سياسية مهمة، وزراء سابقين إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني الإسباني والصحراوي والموريتاني..
كما ستعرف الندوة حضور رجال دولة بارزين، بالإضافة إلى شخصيات أكاديمية ومتخصصين بالشأن السياسي، للطرح الجدي لضرورة حل مشكل الصحراء الغربية كعامل رئيسي للسلام والأمن بشمال غرب إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.“.
لقد شدد السيد الناطق الرسمي باسم حركة صحراويون من أجل السلام حديثه بقوله:
ندوة “ملڭـى أهل الصحرا “ فرصة للحوار والنقاش بين الصحراويين، كما هي محطة تقديم خطة حركة صحراويون من أجل السلام وتوصياتها الخاصة بالحل الوسط ،إضافة إلى سماع أصوات وآراء الأنصار الصحراويين الآخرين مثل وجهاء المجتمع والمثقفين والنساء والشباب.
على أن يتم آلإعلان عن نتائج الاجتماع، وذلك عن طريق بيان ختامي تحت مسمى ”بيان جزر الكناري
هل توفرت كل الحظوظ لنضج سياسي وإخراج المنطقة من ركود مفتعل ؟
فهل يمكن اعتبار محطة لاس بالماس هي بداية الدفن لمجموعة لزعامات كارتونية كانت حجرة عثرة في تنمية المنطقة ككل؟