حدث إعلامي غاب عنه المعنيون بالأمر؟

ذ . بوناصر المصطفى
بعد ألإعلان عن الولادة جاء اليوم لإشهار الحدث ،حدث تميز بجرأة غير مألوفة في زمن طغت فيه وسائل التواصل والميديا وأخذت مساحة اكبر، زمن طغت فيه واتسعت مساحة الرداءة والفوضى عوض أن تخلق مساحة مشتركة بين المجال الإعلامي والبحث والدراسات العلمية ، لذلك كان الحدث هو مجرد ورش يقارب ويساءل المهنية لإخراج صاحبة الجلالة ومن يدور في فلكها من دائرة الاتهام والأزمة ،وهذا يعني أن الهم كان حاضرا قبل المخاض ، فكان العنوان : “واقع النقابات بالمغرب وسؤال المهنية في مجال الصحافة والإعلام ” بشعار مثير من اجل نقابة فاعلة وإعلام هادف بالقاعة المكتبة الوساطية بسيدي يوسف بن على.

لقد كان سعي المؤسسة الفتية في إثارة هذا النقاش المسؤول حول إشكالية الصحافة ومهن الإعلام على فتح شهية نقاش مثمر يراهن على تفاعل المعنيين بالأمر، لتحمل مسؤولياتهم بتخليق هذا الحقل الإعلامي بكل طوائفه ،لكن الحضور كان باهتا وهذا ما يثير اكثر من سؤال :
هل هناك خطا في اختيار المكان ؟ أم أن الحدث لم يأخذ حظه من التشهير والإعلان ؟ أم أن العنوان هو من حور الحدث ليؤجج الصراع والذي اصل التنافر من زمان ؟
يقول المثل: الحياة بدون أهل غربة ؟

بكل أسف فالمبادرة خرجت عن المألوف فقد الفنا احتضار بعض المؤسسات المدنية بمجرد تسلمها شهادة الميلاد، لتنخرط في دائرة الشرائح المنسية ،وهذا يلغي عن الفاعل المدني ككل طابع المسؤولية والالتزام ليتحول من شريك استراتيجي ومحفز أساسي للتنمية ، إلى أداة لتمرير خطاب التشكي والتواكل والتبعية .
لكن طبيعة الأسئلة التي اختارها المنظمون كانت لها راهنية خاصة ، تطالب بتحرير توصيات : كتجديد النخب والتشبيك ، والترافع للتأثير في صناعة القرار، و ببرمجة التأطير وتمرين الصحفي على خلق الحدث انطلاقا من مقترحات تعيد المصداقية للمشهد الصحفي، وتساهم في اثارة قضايا اقرب للباحث عن المعلومة بمنظومة تميزها الأخلاق المهنية و التعددية والاستقلالية .
فالأزمة الذي يعيشها قطاع الصحافة والإعلام ليست جديدة ،بل تعمقت مند أن القرار الجائر بدفنه في دواليب الثقافة، بعد أن كان قطاعا مستقلا له وزارة وصية ،و هذا يحتاج إلي تظافر كل الجهود لإعادته إلى السكة الصحيحة لان ذلك القرار هو اختيار ممنهج للإجهاز على مجال يعد من الأركان الأساسية لممارسة الحرية ، فحرية التعبير كأحد المقومات في منظومة حقوق الإنسان ،وهي في نفس ألان ورش لمراقبة الشأن العام والإسهام بالنقد لتكريس الرأي المخالف فكل الدول المتقدمة تراهن عليه كصناعة لتنمية وعي أجيالها
كنت أتمني أن تجدد الفرص لمثل هذه المحطات نقارب فيها همومنا كإعلاميين ، نمارس فيها حقنا في التعبير والحلم بكل الأفلام الملونة وبمنتهى الحرية .
لان الذي تعود على الزحف لن يستطيع الطيران
و الصحافة ليست اسم يستعار أو مكان شاغر لكل من يحمل قلما أو الـــة ؟بل وظيفة هي هم وأخلاق بالدرجة الأولي
قد نتبادل الاتهامات ونزيد من نسبة الحرج الكل يراهن على التغيير ؟ لكن أين المشكل ؟
من المسؤول عن تقزيم العمل الصحفي والإساءة لصاحبة الجلالة ووضعها وراء القضبان ؟بعد أن كانت هي التي تؤشر إلى مكامن العطل والاختلال ؟
هل الابتعاد عن مأسسة العمل أم الغرق في منطق التهريج وتعويم الأحكام ؟
ذ . بوناصر المصطفى