حجم الجالية اليهودية المغربية تضع المغرب واسرائيل في وضع خاص

ذ . بوناصر المصطفى :

كثيرا ما تثار نقاشات حادة عند الحديث عن الجالية اليهودية خاصة بعد إعلان التطبيع الرسمي في 2020،ربما يعود للخلط بين اليهودية كاصطلاح ديني وإسرائيل كمكون سياسي ، لدلك تشكل الجالية اليهودية المغربية جزء لا يتجزأ من الكيان المغربي ، وواحدة من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، اذ ترجع أصولها إلى الفترة الرومانية والفينيقية. وقد عاشت الجالية اليهودية في المغرب لمئات السنين، وكانت تتمتع بحماية من السلطات المغربية، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المغربي

وقد عرفت هده الجالية ارتفاعا في عدد اليهود المغاربة بشكل كبير، وخاصة بعد احتلال فرنسا للمغرب في العام 1912. وعلى الرغم من تغير الأوضاع السياسية والاجتماعية في المغرب خلال العقود الأخيرة، إلا أن الجالية اليهودية المغربية لا تزال تشكل جزءًا حيويًا من المجتمع المغربي.

ومن المثير للاهتمام أن الجالية اليهودية المغربية لا تقتصر على طائفة دينية فحسب، بل تشمل أيضًا عددًا من الأشخاص الذين قرروا ترك الديانة اليهودية والاندماج في المجتمع المغربي. وتعكس هذه الظاهرة التعددية الثقافية والدينية التي تميز المغرب على مدى العقود الأخيرة.

ويتمتع أفراد الجالية اليهودية المغربية بحقوق وحريات كاملة في المجتمع المغربي، بما في ذلك حرية ممارسة الدين والحفاظ على تراثهم الثقافي واللغوي. ومن المثير للاهتمام أن الجالية اليهودية المغربية تتمتع بدرجة عالية من الاندماج في المجتمع المغربي، وأن العلاقة بين الجالية اليهودية والمجتمع المغربي تعتبر علاقة ودية ومتينة

وتشكل الجالية اليهودية المغربية جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع المغربي، وتساهم بشكل فاعل في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في المغرب. وتعد الجالية اليهودية المغربية مثالا رائدا في مجالات عديدة، بما في ذلك الصناعات الحرفية والتجارة والثقافة.

وتشمل علاقة الجالية اليهودية المغربية بالمغرب أيضًا تبادل الفنون والثقافة والموسيقى، حيث يتم الاحتفاء بالتراث الثقافي والموسيقي المشترك بين الجالية اليهودية والمجتمع المغربي. وتعتبر الموسيقى اليهودية المغربية واحدة من الأنواع الفريدة من نوعها، وتجمع بين العناصر اليهودية والعربية والأمازيغية، وتعكس التعددية الثقافية التي تميز المغرب.

كما أن الجالية اليهودية المغربية والمجتمع المغربي تجمعهما قواسم مشتركة اذ يشاركان في العديد من المناسبات الدينية والثقافية المشتركة، مثل عيد الفصح اليهودي وعيد الأضحى المسلم، ويتقاسمان العديد من الأطعمة والعادات الغذائية.

الا انه في الفترة الحديثة، شهدت العلاقة بين الجالية اليهودية المغربية والمغرب بعض التحديات، خاصة في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الا هدا لم يؤثر على  علاقة  هده الجالية  اذ لا تزال اشد ارتباطا بالمجتمع المغربي فالتعددية الثقافية والدينية تعتبر من المميزات التي يختص به  المغرب عن غيره.

فالمغفور له الحسن الثاني رحمه الله يعتبر اليهوج المغاربة لهم جنسية مغربية وهي صفة لايمكن ان تنسلخ عن الانسان كما انه لايمكنه ان يكون سببا في قطع صلة الرحم خصوصا وهو صبط النبي صاى الله عليه وسلم

بشكل عام فالجالية اليهودية المغربية تتتمتع بممارسة حرية الدين والحفاظ على تراثها الثقافي واللغوي، ومن المهم أن نذكر أن العلاقة بين المغرب وإسرائيل لا تؤثر على حقوق وحريات الجالية اليهودية المغربية. وبالتالي تبقى العلاقة بين الجالية اليهودية المغربية والمغرب علاقة متينة ومستمرة، وتعكس تاريخاً طويلًا من التعايش والتعاون بين الطوائف المختلفة في المجتمع المغربي.