Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

جماعة بوروس و اكراهات التنمية المشلولة ؟

 جماعة بوروس و اكراهات التنمية المشلولة ؟
مشاركة الموضوع

على بعد دقائق قليلة عن مدينة مراكش وانت تتجول بنظراتك على طول الطريق  في بعض الضيعات  المخضرة ، إما فيلات أو عزبات  فئات  الشعب المحظوظ ، تجد نفسك تغادر هذا الصخب من الألوان الحالمة  برغد العيش نحو بقع  جرداء يسكنها الطلح والخواء ، فضاء مجهول وتضاريس قاسية على البشر، تنقلك بعنف في رحلة هيتشكوكية نحو منطقة تنتمي إلى رقعة جغرافية اخرى اسمها الرحامنة ،وبالضبط داخل جماعة تعرف محليا  باسم بوروس .

وانت تستقبلك هذه التضاريس الوعرة  والدواوير المتباعدة السديمية ،نادرا ما تجد من تتحدث اليه  ؟ منطقة منكوبة بكل المقاييس تحكي التعاسة والفقر التهميش ،

 فهل هذه المنطقة قد حكم عليها بالأفق المجهول ؟

لقد عانت هذه الرقعة كما عانى الجنوب المغربي ككل من ندرة المياه ،اعتبارا لكون هذا الرهان هو  الركيزة الأساسية لاستقرار البشرية ، لكن الأمر لم يعد الإشكال الوحيد بل زاد من حدة الأزمة الطبيعية و التقلبات المناخية الشاذة والتي هددت مناطق دون اخرى غياب رؤية استراتيجية لتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لساكنة تستمتع بالشقاء لتموين المدن بالغذاء.

فهل  لشح الأمطار علاقة برفع من منسوب انتظارات الساكنة ؟

 وما الذي يبرر خيبة أمل الساكنة في هذا المجلس الحالي ؟

هل يمكن ان يكون  السبب يرجع لرئاسته من طرف انثي وعدت بالتغيير ،مع أن الاستحقاقات الانتخابية  الماضية  كانت تعول على عنصر نسوي جاء بوعود لاستقدام مشاريع من أفريقيا تخرج المنطقة من العوز والحاجة ؟

 وهل حقا فعلا خسرت  نون النسوة الرهان في  فوز هذه  المراءة ؟ وهل هي المسؤولة عن  تعطيل وشل تنمية الجماعة ؟ عن طريق  تسيير ملفات الجماعة عن بعد  براس شبح ؟

وإلى أي حد يعتبر  المجلس  الجديد مسؤول فعلا عن  كل هذا اللغط ؟

لقد أضخي اتفاق شبه تام  لذى الرأي العام أن رئيسة الجماعة لم يكن لها حضور وقرب من قضايا الساكنة وهمومها مند تسلمها مسؤولية تدبير هذه الجماعة ، بل أنها أدمنت على رحلات مكوكية بين المغرب وجمهورية مالي ،كما أنها  اختارت الإقامة الدائمة بمدينة المحمدية .

وفي تقصينا حول أسباب هذه الخدمات الرديئة أو الفشل الذريع في  التواصل مع سكان الجماعة ، فقد نتفق على أن المشاريع التي من شانها المساهمة في تنمية المنطقة أضحت موقوفة التنفيذ في ظل رئاسة  امرأة ليست غريبة عن المنطقة، وان لا جديد في كل وعودها على مدى سنتين من التدبير وان التنمية أصبحت وهم وكذبة لم تعد  لها وقع في أدان الساكنة   إذ أن توفير المياه كان سيكون أكبر إنجاز يتم تحقيقه من طرف المسؤولين الجدد.

 لكن هذا لم يعد الآن يقتصر على هذا المرفق وحده ،بل غابت كل المرافق فمعضلة الاكتظاظ في أفسام التعليم تلك مصيبة كبرى ناهيك أن المرور إلى مرحلة الإعدادي يحتاج التلاميذ الهجرة إلى جماعات اخرى ،فكل القطاعات الاجتماعية كالصحة والشغل وخدمات القرب أصبحت تقاس على مقاس واحد وهو الشلل   

لذا اصبح الهم والسبيل الوحيد هو الهجرة سواء مؤقتا إلى المدن القريبة الكبرى إلى الفردوس المفقود لان  نفس الخصاص شمل جميع القطاعات فقطاع الصحة يعرف خصاصا مهول يعبر عن حجم معاناة ساكنة شملها النسيان فأصبحت مستعدة للعصيان.

لكن عادة لا يستسيغ الحكم على أي ملف إلا بالاستماع للطرف الثاني إذ نفت الرئيسة كل هذه الاتهامات ،بوجود أدلة تفند كل الادعاءات  ،بدليل وجود محاضر للاجتماعات سواء مع أعضاء المجلس و في مجلس العمالة ،وان ما تحقق في إبان هذا المجلس افضل من الفترة السابقة مع البحث الدؤوب بمعية السلطات لإخراج مشاريع تم توقيعها أمام الملك لكن الرؤية الصحيحة تعطي الأولوية لا خراج المنطقة من التهميش والهشاشة على تنزيل أي برنامج تنمية سياحية ؟ 

للخروج بقناعة من دوامة الاتهامات والاتهامات المضادة فان المنطقة في حاجة إلى مجهود خرافي لتنمية مندمجة وشاملة والى رؤية استراتيجية  

فهل يمكن أن يكون مربض هذا اللغط ناتج عن صراع سياسي خفي  بين قطبين حزب العدالة التنمية  الذي أوصل الرئيسة  إلى السلطة داخل بؤرة حزب الأصالة المعاصرة المؤسسة الجديدة الذي احتضنتها في الفترة الحالية ؟

وهل للصراعات الداخلية داخل الأغلبية في المجلس الجماعي ،وتحكم الرئيسة في التفويضات ،وفتحها الباب على مصراعيه لجبهات وصراعات جانبية دور أساسي في تأجيج هذا الصراع الذي لن يزيد الطين إلا بلة؟

بوناصر المصطفى  

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *