Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

جاك اتالي وجدل نظرية الموت الرحيم ؟

 جاك اتالي وجدل نظرية الموت الرحيم ؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى

تطور قلق الإنسان على محيطه من مستواه المحلي إلى المستوى الكوني ، فكان القلق في البداية مقتصرا على فئة العلماء والمهتمين ثم الفاعلين البيئيين ، لكن بظهور الجائحة الكوفيدية كثر المنجمون ،وتوالت القراءات لكتابات  رقمية و ورقية كانت تتنافس  لا يجاد تفسير لبعض سياسات أصحاب القرار في هذا العالم الجديد، لتتمحور هذه الرؤى  حول اتهامات اجرامية واخرى مضادة؟

لكن الذي أثآر انتباهنا كمتتبعين لهموم ومصير هذه البسيطة هو كتاب الكاتب جاك اتالي ربما بعض الأقوال والتصريحات تبقى مجرد تأويلات تنسب لصاحبها  لكن هذا الكتاب خير شاهد على هذه التصريحات الخطيرة :

يقول في بالحرف “هذا الشعب سوف سيختفي بسرعة دون اللجوء إلى الأسلحة ،لكن بالتحكم في صحافته ،سوف ندفعهم إلى الاعتقاد بانه متهم وهو سوف يقوم الباقي “

تعرض الكتاب لإشكالية التضخم السكاني وهذا  يعيد إلى الأدهان نظرية مالتوز في ميدان الديموغرافيا والحركية السكانية في    1789 An Essay on the principle of population    كتاب محاولة في مبادئ تعداد السكان   

يعتبر هذا العالم  المؤسس الحقيقي لحقل  الدراسات الديمغرافيا ،حيث اصدر بحوثا عديدة  في هذا الميدان وفي الاقتصاد السياسي ،معتبرا أن عنصر التضخم السكاني يلعب دورا هاما في قضية العالم المصيرية ، مخضعا تطور السكان وتزايدهم لقانون الموازنة بين الزيادة الطبيعية والموارد المعيشية ومحذرا من مغبة المخاطر الناجمة عن كثرة النسل.

لم يكن كتاب مستقبل الحياة لجاك اتالي يخرج عن هذا السياق بحث يعيد طرح إشكالية أزمة الزيادة السكانية ،وما تنطوي عليه من مخاطر، مساهما بحلول تعطي الانطباع بكونها رصاصات رحيمة لفئات مجتمعية ،كالشيوخ كفئة عمرية غير منتجة ومكلفة اقتصاديا واجتماعيا، بالإضافة إلى نسبة مهمة من الساكنة الهامشية والضعيفة البنية والغير منتجة.

 فالتركيز على التخلص من هذه المجموعات حسب قوله هو السبيل لبناء مستقبل مجتمعات متوازنة سكانيا قادرة على الإنتاج

ذلك أن الانفجار السكاني ما هو إلا عرقة للنمو وتكلفة زائدة للاقتصاد ،وان هذا الإعدام الجماعي ،هو في مصلحة الكل ،لذا يبقى على الآلة السكانية الوقف الفوري قبل أن يفسد المسار ،وعلى هذا الأساس يصبح القتل الرحيم الحل الأنسب افضل من الضياع .

 إن استهداف عينة دون الساكنة النشيطة تبقى عملية صعبة لعزل الساكنة النشيطة و الأذكياء ؟  فإيجاد حلول كخلق جائحة تستهدف بعض الفئات أو أزمة اقتصادية حقيقية أو زائفة، أو وباء يفرز الشيوخ و الضعفاء والبلداء ،فهؤلاء سوف يعتقدون بالقوة باللجوء للدواء الحل  طواعية  وبالذهاب بشكل إرادي نحو المجزرة التي سوف تكون حلا لإنقاذ العالم.

 إذا كانت نظرية مالتوز قد تم دحضها بمحدودية رؤاه العلمية فان كتاب اتالي يعبر فعلا عن موت روح الإنسان ودعمه للقتل الرحيم للمسنين .  

لكن يبدو من خلال الانتقادات والانتقادات المضادة حول الكتاب ، أن تلك الاقتباسات التي نسبت إليه عبر الأنترنيت اعتبرها بعض النقاد بكونها عبارة عن أفكار مستنتجة من كتاب مقابلات نشرت 1981 ،حيث لم يكن الهدف منها سوى التشهير بمستشار الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ، مع أن الكتاب الذي يحمل عنوان “مستقبل الحياة” هو أفكارا حول كيفية تعامل المجتمع مع قضية نهاية الحياة.

لكن السؤال الأساسي من خلال النبش في هذا الجرم الخطير في حق الإنسانية:

كيف يمكن التنجيم بحالة قبل حدوثها بكل تفاصيلها  بأربع عقود من الزمن ؟

لنكتفي ونقول كذب المنجمون ولو صدقوا ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *