تمارين القيامة ؟

تعودنا في حياتنا على لعبة الالغام ، و الاستمتاع بفرقعاتها سواء الصامتة او المدوية ، لنعيد و نكرر في كل فترة مراسيم النعي ، نكرم فيها شهداء ابطال زاهدين ، الفنا كذلك مغازلة الحلم بأبسط الادوات نرسم بشكل جماعي ، نمارس الاستمناء ؟
نرسم دلك النعيم نخطه على اوراق وجذاذات زهيدة ، نزكي تفاصيله في اروقة مخيلاتنا ،لننزله صرخات عتاب في قاعات ولجان التنفيذ.
كثيرة هي الكواليس التي تحاك خارج زماننا بمكياجات تغري متلقيها بإسهاب، لتلفق اما لأبطال صنعوا من شمع، او لكوادر بارعون في صناعة وارتجال الازمات ؟
كل الاحداث كانت تلبس اقنعتها بالمكشوف ،لتهيئ عناوين الاخبار للتستر المفضوح و تمارس الحجر على عقول تنتظر منها النضج المجروح.
وكل حوانيت العرافة تشنجت رؤاهم ولم يتكهنوا بزمن تتوقف فيه عقارب الساعة ، مراياهم تعطلت و اجسامنا تحنطت، فعادت الرقابة فصولا تتمطط تسطو على كل بصيص للانفلات من وجع المعناة
كورونا زحف غادر فقد ضقنا بالعويل في كهف لا يبدي صدى ،
ضقنا بالعويل والشكوى والانين فانت قبر حط ترسانته بكل بساطة ،
بعثر كل الاماني والاوراق ،
سجان ؟ ام جلاد يعصر سلمنا ؟، يسجل ذكرى للمستحيل ، وهم تحول الى مغامرة مغشوشة، زفتها لنا تلك العقول الامرة بالمنكر والبعيدة عن المعروف.
الكل اصبح يجمح نحو المجهول ،لكن في المقابل قلصت الجائحة الكوفيدية من وثيرة الزحف المارق للنيو ليبرالية، واعلنت مشروعية وجدوى الانخراط الجدي في الثقافة الكونية ،فتحت اعيننا على ابعاد الاستسلام للرغبات والنزوات، لكي نتحرر من عبودية الاستهلاك، ونبعث في سلوكياتنا روح المسؤولية ، ندبر زمننا بشكل عقلاني نحرره من اعطاب بيئية : شوهت ملامح الارض فلتتنفس بشكل نظيف ،وعنف اجتماعي لتحطم تلك الجدران والمسافات بين الساكنة والجيران وقصف اقتصادي وحشي لتجاهله المقاولات فتدشن فصل التعاون ، وعنف نفسي يعيش الانسان استراحة محارب في امن وسلام .
د . بوناصر المصطفى