Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

تشييد على رمل

 تشييد على رمل
مشاركة الموضوع

ذ ,مولود الجراوي

 من فرط ما عرا الناس من آفات التطبيع مع ثقافة “سَلَّكْ” وما التبد بالنفسيات من طلث ثقافة القطيع ، ما عاد أغلبنا يولي اهتماما لجوانب أساسية وبديهية يتمدمك عليها السير العادي والمثمر لكل اشتغال تربوي / تعليمي في المؤسسات التعليمية .من هذه العناصر الأساسية : مفهوم “مدرسة” وأقصد : طبيعة بنيتها الاستقبالية وتجهيزاتها .إن منطق الأشياء يفرض ، قبل الحديث عن المقاربات البيداغوجية (المستوردة في معظمها) والخلفيات النظرية المعرفية والسيكولوجية الصادرة عنها … يفرض تحسس طبيعة الفضاء التعليمي الذي تعمل فيه العملية التربوية – التعليمية ، هل هو فعلا مواتٍ لاحتضانها ؟ إن القفز عن طرح الشروط المادية والأذواتية لل “مدرسة” ، للنقاش والإرساء ، قبل كل استضباع تربوي / بيداغوجي ، هو هروب إلى الأمام بل تواطؤ كريه يضع العصا في عجلة المدرسة من أن تحقق ما ترومه .إن ما تدعيه الأدبيات التربوية والتوجيهات الرسمية من بيداغوجيا فارقة وذكاءات متعددة وبيداغوجيا الخطأ وppo و APC و pi وتعلم التعلم وإنصاف وتكافؤ الفرص ومساواة وهلم جرا…  كل أولئك يشيط على أبواب المؤسسة . بحيث إن جل المؤسسات التعليمية وخاصة المجموعات المدرسية وما تفرع منها من فروع مدرسية لا تتوفر على :- مساكن محترمة لهيئة التدريس ، تحفظ كرامة المعلم/ة ، وتغنيه/ا عن تسول مسكن في الدوار أو كرائه بثمن غير يسير .- ساحات ، تسمح للمتعلمين باللعب والنط  والترويح عن النفس . فتصبح فترات الاستراحة في الساحات الضيقة مناسبات للاصطدامات ومسرحا للعقاب البدني في أحايين كثيرة .- مكتبات وقاعة للمطالعة ، وما أدراك ما دور المكتبات المدرسية ، فهي غنية عن البيان .- ملاعب رياضية ومغاسل . وما يجنيه المتعلم/ة من فوائد اجتماعية ونفسية وحس حركية من حصص الرياضة والتربية البدنية .- قاعة للمعلمين ، تكون فضاء مناسبا للتلاقي والحديث عن قضايا المؤسسة والمتعلمين ، وليس على أبواب الحجرات الدراسية .- سقيفة أو حجرة ، يأوي إليها المتعلمون قبل حلول أوقات الحصص أو عند تناول وجبات الإطعام .- وسائل تعليمية ( عينات الأشياء ، خرائط ، مجسمات ، وثائق ، صور ، أدوات تكنولوجية ، محارير ، مغانط ، أدوات التجريب ….) ، تلكم الأدوات التي تكون في كثير من الحصص وسائل ومواضيع للدروس . وأهل الميدان يدركون أدوار الأدوات التعليمية وحسناتها .- حراسة .- تنظيف .هل يدرك المسؤولون أن الفروع المدرسية ( وهي بالآلاف في تراب هذا الوطن ، يتعلم بها عشرات الآلاف من المغاربة الصغار) ، هي مؤسسات قائمة الذات ، بها جميع المستويات الدراسية ، ولا يتوفر في أغلبها غير : كوس ومزواة وفرجار ومسطرة ، ومعداد أحيانا . لا أقل ولا أكثر . وأغلبها بعيد عن المدرسة المركزية . إن الكلمات الرنانة ، مثل بناء الكفايات وتعليم التعلم والإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص والنموذج التنموي … هي محتويات بلا مؤسسات حاوية لها ، في مكنتها الإسهام في تنزيلها على أرض الواقع .فكيف صرنا ننظر إلى شروط “مؤسسة تعليمية” ، ترفا ، ونهلل لاستبضاع نماذج بيداغوجية – ديداكتيكية ، ونعدها ضرورة ؟ أليس ذلك من قبيل : العربة أمام الحصان .   

     إن المدرسة ليست في حاجة إلى مزيد من نماذج الأنشطة الدراسية . فالاشتغال متخم بها . بل المدرسة في حاجة إلى عقلنة ودكتكة وبيدغة ما هو موجود ، فقط . في فضاء مدرسي مناسب . لا أقل ولا أكثر . وما سوى ذلك فهو تشييد على الرمل .

فهل من مبادرة جادة لإصلاح فعلي جدري لمنظومة تعليمية متآكلة ؟

متى تعود الصلاحية للمعلم ومهندسي العقول البشرية ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *