Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

ترانيم عاشق

 ترانيم عاشق
مشاركة الموضوع

ذ بوناصر المصطفى

حين يختارك العشق ان تكون من مريديه في ذلك العالم الخفي، فقد لبست حلة اقبرت كل منافذ القلق حولك، فزت بلحظة ميلاد ثان، بعثت كانسان وجد روحه مسافرة بالفعل نحو وطن يسكنك اختيارا وليس قدرا. 

فهذا الفوز حظ كل متصوف عايش روحه فتساكنا للتوافق على قاموس

 في جذاذات المولعين بهذا السفر الروحاني، لا نسمي العاشِقُ عاشقًا؛ الا لذبوله من شدِّةِ الهَوَى فشطحات العشق هي حالة من فَرْطُ الحب، لذلك فالانكسار ملزم في عمر الهوى، ويبقى الشغف اشتقاق من الشغاف، أي جلدة رقيقة تغلف القلب؛ اي ظرفه.

لا شك ان الحديث عن العشق تجليات صوفية، حلول في دائرة النسك، ممارسة انطولوجية لكل ما هو طاهر صفي، يفرض عليك انخراطا كليا في نهج النقاء وقدرا وفيرا من الزاد الروحاني.

 قد يتساءل العابر ما العشق؟ قل هو أكبر من ان يصنف واشمل من ان يعرف او يختزل في حروف وعبارات منمقة، مادام تحول الى عبادة تشترط في المتنسك سفرا يتجاوز الفرائض الاربعين والاركان بإفراط وهيام دون قيد.

 العشق نسك لغة أرقي من تحصر في قواعد معدودة، له عمق دلالي استلهم روحه من اشراق وتوهج فكل عاشق بالضرورة انسان، لكن يا ليت كل مولود استأنس بتجليات هذا الاشراق الرباني؟

هي فواصل شطحات تقطر في الدهن حبرا تتغنى بالعذب، تسلمك فجرا في اطلال محجبة، هي عقيدة هي ولادة حروف تشخص الحلول في محراب العبادة.

قبل ذاك الوصل سرج مخيالك ؟  تأمل وامتص من رحيق الاحساس نسيج مساءلة.

فان احبك الله فزت بتذكرة عبور، وانتجع من نشوة الانغماس في دفئ افق وطن، آنذاك تنسل كل الحروف من شموخ كمياء السعادة نسمات نورانية تسجنك في سفرية تجول بك تائهة في سراديب والتأمل.

ذ. بوناصر المصطفى

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *