بئس زمن صار الحبر عابر سبيل ؟

ذ بوناصر المصطفى
في هذا الزمن المارق الشفاف غزت الصورة فضاءاتنا ،صار الحبر سائلا كان أو جافا طالب لجوء ، فتربعت على عرش كل آليات الإعلام والتواصل.
كانت الكلمة المسكونة بكل التفاصيل ،تراقص ذاكرتنا وتنسج في مخيلاتنا الخصبة تعابيرها الابداعية ، ترسم أقواسا قزحية ،تبدع في تلوين الرسائل والمواقف بجمل طافحة لتصبح هي الكاشفة الأكثر جرأة في التوثيق لزمن احتضار يوازيه نزيف قيمي منهمر بقدرة قادر.
حكايات أجدادنا مرنت مخيلنا أغنت رصيده ؟ لكنه تناثر؟
تنافسه دون خجل ،صور زائفة سريعة التحضير عمرها فرقعات صابون ؟
من منا دشن يوما بفرصة تأمل في فضاءه الرمادي العامر هذا ؟ ليكون شاهدا على هذا التحول المحكوم بالترقب ؟
من منا غادر دائرة الاتهام والقصف نحو ملازمة جودة السؤال ؟
ما قيمة زمن جميع أبطاله غارقون في مقبرة بنيت من ركام الخردة ؟
كل الأماني مسكونة بحركات محفوظة عن ظهر قلب ،فصولها أزمنة صرف، تحتج تسجل تفاصيل ونبضات نبات السدر والخروب .
في مواجهة كل صراخاتنا ؟ حرص أهل الكراسي على مناعة كافية ضد مواقف وسلوكيات غزتها صدتها ابشع القرارات دون سابق إندار.
عثرات وزلات بلا حسيب ولا رقيب يطلق لها العنان ، ليفك عقال ارتجال مكعب يعنون عهدنا باسم حرية جارفة ؟
كل ما نرجو ؟ منحة حقيقية تبني لكم مساحة كافية لتمارين العقل والتبصر حتى لا يسرع الانجراف في اتجاه الفراغ والسفاهة، نفذ من الزمن السياسي حصص كثيرة فاصبح القلق مزمن .
كل عباد المتع والغناء والتفاهة واليوتيوب والتمثيل الهابط ؛ راكمو ثروات زائفة
! في الوجود أسرفوا في اغتيال أزمنة وفيرة للإبداع تفننوا في العبث المجون رودوا التفاهات
، زيفوا أحلام الناس ،تنكروا للروحانيات ،تفنّنوا وتفاخروا بالزينة والكماليات
معايير الجودة أصابها المسخ فصارت الثقافة والمعرفة ترفا ، سجن القلم وسيطر الوهن …غاب الضمير فانحصر كل مفهوم بين قوسين
حكم علينا أن نعيش فوق الركح أبطالا أسطوريين؟
نستوعب الرسائل ،ونعلن الحرب على الردة والزيف
فالزعامة ان نحفز على الكتابة باسم فريق شقي سلما نستلقه ، لنبني جميعا من عقيدة الحب شريعة ، ومن الوثيقة شاهد اثبات من هنا تكتمل الصورة المحبوكة التفاصيل ويطلق سراح ذلك الحبر الجارف.
هل يستقيم ان نوثق حركاتنا مواقفنا للتاريخ بلقطات قابلة للتحريف عمادها الالة ؟ونهمش الحبر الذي مرجعه العقل و الاحساس ؟
ذ . بوناصر المصطفى