اي حظوظ لفرنسا لتستعيدمكانتها في افريقيا محليا ودوليا؟

ذ . بوناصر المصطفى :
شكل تعاظم النفوذ الأجنبي في افريقيا ضغطا لم يقف عند تكريس اللا ستقرار بالقارة ،بل قلل من حظوظ فرنسا استعادة مكانتها محليا ودوليا، فقد تمادت فرنسا في الاستغلال الموحش لخيرات دول القارة، وربطت علاقتها بهده الدول بصيغ ذات طابع استعماري ،باعتماد اساليب ريعية ونهب مستدام مفتقد لاي رؤية او حس انساني ، في وقت شهدت فيه العلاقات الدولية تحولات جدرية وبداية بلورة تحالفات جديدة كل هدا لم يدفع باريس لمراجعة هده النظرة اتجاه القارة.
بقيت باريس مخلصة للنهج الدوغولي بالتركيز على استغلال الخيرات باساليب تفتقد الى ادنى لمسة انسانية ،فقط لضمان قوتها الرمزية ،فاطلقت العنان لنفوذ قطاعها الخاص بامتيازات لا محدودة ،سواء كمصادر للخير العميم او كسوق لتفريغ فائضها والتخلص من قمامتها ، ولكي تؤمن هده السياسة استبدلت حكمها المباشر لهده الدول بحكم بالوكالة بغرس عملاء في سلطلتها العليا ولم تفكر في ان تتخلص من تلك الجبة الاستعمارية .
باحث فرنسي: ” التدخل العسكري والسياسي لباريس في مستعمراتها السابقة ولّد مشاعر معادية لها على عكس المملكة المتحدة..” مما انعكس على اقتصادها
لم تكن هده السياسة الا ان تواجه مشاعر معادية لها واحتجاجات عنيفة ضد وجودها في مناطقة إفريقية ،تعالت المطالبة بوقف النزيف في منتديات ومواجهات اعلامية مع الرئيس ماكرون بالدات ومحاجاته عن مناورات وخطاب لا يضمر الا التفقير.
ففي الوقت الذي بقيت باريس متمادية في هدا التفقير المنهجي عمدت دول أخرى كروسيا وايطاليا لتغدية تلك المشاعر المتنامية ضدها ، فقد اتهمت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني فرنسا في خطاب متداول بشكل رسمي باستغلال موارد بلدان افريقية في حاجة الى التفاتة انسانية وتحديداً بوركينا فاسو باستخدام ما أسمته “العملة الاستعمارية” وهي الفرنك الإفريقي.وكدا تكريس ظاهرة الهجرة غير النظامية لأبناء القارة السمراء. حيث توترت العلاقات بين فرنسا وإيطاليا حملت هده الاخيرة مسؤولية باريس في تنامي الموجات البشرية الإفريقية إلى أوروبا. حيث دكرتها بماضيها الاستعماري لإفريقيا، وطالبتها بالا نسحاب العسكري من منطقة الساحل ووقف أنشطتها الاقتصادية في القارة. ولم تكن ميلوني السياسية الوحيدة التي اخدت فرنسا عن التسبب في هده الازمات بل ألقى لويجي دي مايو نائب رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، باللوم على باريس لمنع التنمية الاقتصادية في إفريقيا والتسبب في الهجرة إلى أوروبا.
تاثرت فرنسا بشكل ملحوظ اذ يصف أكاديمي بكلية باريس للاقتصادب ان تجارة فرنسا مع مستعمراتها السابقة في غرب ووسط إفريقيا تراجعت ولم تعد تشكل سوى 1 بالمئة..
وفي غضون تنامي هذا العداء نزل الناس إلى الشوارع في أفريقيا لاسيما في مالي، قمعته فرنسا في عمليات عسكرية بدعوى دعم قواتها المحلية في حربها ضد الإرهاب.
ففي سياق توسع دائرة هده المشاعر العدائية اكتفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتهام روسيا ودولا أخرى بتغذية تلك المشاعر المتنامية ضد بلاده.
لقد كان لذى فرنسا تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع القارة الأفريقية، وتحتفظ بتأثير كبير في المنطقة بسبب الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية التي تمتلكها. ومع ذلك، فإن الحظوظ المستقبلية لفرنسا لاستعادة مكانتها في أفريقيا محليا ودوليا تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك التغيرات السياسية والاقتصادية والديناميات الإقليمية.
من الناحية المحلية، تواجه فرنسا تحديات عديدة في الحفاظ على نفوذها في أفريقيا ، بتزايد حدة الوعي السياسي والاجتماعي والمطالبة بالسيادة والاستقلالية من جانب الدول الأفريقية مما يطرح تساؤلات حول دور فرنسا وتواجدها في القارة.
دون شك قد تحتاج فرنسا إلى إعادة تقييم علاقاتها مع الدول الأفريقية ،وتطوير نهج جديد يراعي مصالح الجميع ويعزز التعاون المتبادل.
من الناحية الدولية على فرنسا ان تواجه التحديات الجديدة التي تشكلها القوى الناشئة مثل الصين وروسيا والهند، التي تزايد تواجدها وتأثيرها في أفريقيا. مع ضرورة تعزيز شراكاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية مع الدول الأفريقية، وتقديم مبادرات جديدة وملموسة لدعم التنمية وبناء القدرات في القارة.
بشكل عام، فان حظوظ فرنسا لاستعادة مكانتها في أفريقيا تبقى ضئيلة مادام صورتها تركزت حولها عناوين تدكي التفقير والتخلف في حين ان الدول الافريية تعيش نقصا حادا ليس فقط في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية بل في متطلبات تمس الكرامة الانسانية.
اعتمدت باريس على ان نفودها المفتوح الى الابد بسيطرة :
- اقتصادية ومالية للتحكم في اقتصاديات الدول الافريقية من خلال الفرنك الافريقي بخلق مجموعات نقدية ” المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا ” و “الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا ” عملت فرنسا على تثبيت قيمة الفرنك الأفريقي أمام اليورو مع أن التكافؤ بين الفرنك الإفريقي واليورو “مرتفع للغاية” وهو ما يمكن تفسيره على أنه ميزة في الصادرات لفرنسا. وبشرعنة الاستغلال الموحش عن طريق سيطرة مطلقة لشركاتها وقطاعها الخاص .
- عسكرية باتفاقيات مجحفة تتعامل مع الدول الافريقية ككائنات محجور عليها وتعطي لباريس الحق في ضمان فضائها الخلفي وهدا يوضح بجلاء ان مصالح فرنسا تعاكس اي تنمية او استقرار في الدول التابعة ، لفتج المجال لتدخلاتها العسكرية والاشراف على كواليس انقلابات كدركي افريقيا
- ثقافية لتعميق الارتباط تحت غطاء السياسات الفرنكفونية بهجير الاطر والكفاءات وتاهيلهالخدمة الاجندة الفرنسية .
قارن الباحث أوج بين وضع فرنسا والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن التدخل العسكري والسياسي لباريس في مستعمراتها السابقة ولّد مشاعر معادية لها، على عكس المملكة المتحدة التي “قطعت العلاقات بشكل صريح بعد استقلالها”
أن تلك السياسة الفرنسية تجاه المستعمرات السابقة تعرصت لهجوم سبب الانتقادات الشديدة في مستعمراتها ،اذ تبين بالملموس أنها عير مستعدة لا ي مغادرة فعلية لهده المستعمرات ،كل هدا خلق وعي افريقي مضاد تراجع من خلاله النفوذ الفرنسي وتهاوت الجاذيبية في اعين الافارقة ،لدلك استعانت بدول اخرى لمغازلتها ومساعدتها في طرد هدا الكيان الغاشم
فهل هي نهاية الوجود الفرنسي في افريقيا ؟
ام فتيل لنشوب توثرات ستقلب الموازين بحرب ناسفة ؟