انبطاح قادة سيداو ايدان بدفن الاتحاد الافريقي !

رئاسة التحرير:
فشل النموذج الفرنسي في تحقيق الاستقرار في أفريقيا رغم ان هدا لم يكن أصلا هدفه بل تمديد حالة من الجو الكئيب والافق الغامض نتيجة حتمية لاستغلال موحش لثروات البلاد وفرملة أي محاولة اجتهاد، كرسه نظام حكم عميل فساد اليأس لسنوات طويلة من الجفاف، الفوضى الأمنية.
وبالرغم من كل دلك اعتبرت النيجر الأكثر استقرارا في المستعمرات الفرنسية السابقة بمنطقة الساحل الأفريقي، لكنها لم تعد كذلك الآن بعد الإطاحة بحكومتها، شأنها شأن بوركينا فاسو ومالي.
لم تفطن المخابرات الفرنسية بتمرد مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية ضد النظام الروسي بموسكو، اذ فشلت في التنبؤ بانقلاب النيجر كما فشلت قبل ذلك في توقع الانقلابات التي حدثت في كل من مالي وبوركينا فاسو واكدت زعمها التنبؤ بالانقلاب
فالنيجر لها أهمية استراتيجية بالنسبة لفرنسا تستورد 10% من احتياجات مفاعلاتها النووية من اليورانيوم من مستعمرتها السابقة، كما تعد محطة مهمة في طريق المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا
عموما فرنسا هي الجولة المسيطرة على مستعمراتها السابقة مند 1960 والضامن لمصالح الاتحاد الاوربي
كتبت تايمز بافتتاحيتها أن ماكرون كان يسعى لإظهار قدرته على نشر قوة أكثر مهارة من القوات الأميركية في المنطقة، لمواجهة تحدي الجماعات المسلحة، لكن بدلا من ذلك فإن الوجود الفرنسي بالمنطقة أصبح في حالة من الفوضى
ورأت أنه في حالة ارغام القوات الفرنسية البالغ عددها1500جندي على الخروج من النيجر، فإن تشاد ستكون الدولة الوحيدة بمنطقة الساحل التي توجد بها قاعدة عسكرية لفرنسا هده الأخيرة سحبت قواتها من مالي العام الماضي بعد تدخل عسكري استمر 9 سنوات، بينما طردت قواتها من بوركينا فاسو في يناير/كانون الثاني الماضي
واختتمت الصحيفة البريطانية بالقول إن خروج القوات الفرنسية من النيجر سيصحبه انسحاب القوات الأميركية كذلك، الأمر الذي يُعدّ بمثابة دعوة لمرتزقة فاغنر الروس للاستفراد بالنيجر وملء الفراغ في السلطة الذي خلفه خروج هاتين الدولتين
نجح الانقلاب واعتقل الرئيس المخلوع محمد بازوم الا ان الضغوط الخارجية دفعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ( إيكواس ) لعقد اجتماعات متتالية مطالبة الانقلابيين بإعادة الرئيس محمد بازوم تجاهل قادة الانقلاب في نيامي المهلة التي حددتها وللمجموعة لإعادة الرئيس المعزول وقالت إيكواس إنها ستصدر بيانا حول خطواتها التالية ردا على رفض المجلس العسكري الانصياع للضغوط الخارجية للتنحي بينما أصدرت فرنسا تحذيرا للنيجر
بمنتصف ليل الأحد الاثنين (23:00 بتوقيت غرينيتش) 26 يوليو انتهت المهلة ولم يبد الانقلابيون الذين تولوا السلطة حتى الآن أي نية في التراجع.
وفي ردهم على انتهاء هذ المهلة، أعلن قادة الانقلاب إغلاق المجال الجوي وقالوا في بيان إنه: في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقا من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي اعتبارا من اليوم الأحد أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر
وأضاف قادة انقلاب النيجر في بيان أن أي محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه “برد قوي وفوري”.
وفي بيان منفصل، قال “المجلس الوطني لحماية الوطن” -الحاكم الآن والذي يضم العسكريين الذين استولوا على السلطة “إن انتشارا مسبقا استعدادا للتدخل جرى في بلدين وسط أفريقيا” من دون تحديد هذين البلدين، وحذر من أن “أي دولة مشاركة ستعتبر طرفا في القتال
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤول رفيع في إيكواس، قوله إن جيوش المنطقة بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد وتعزيز قوة الوحدات العسكرية قبل دخول النيجر، مؤكدا أن هذا العمل العسكري يعتمد على التحضير الجيد.
كما أكد المسؤول ذاته أن مجموعته ستواصل الضغط على المجلس العسكري في نيامي بالعقوبات الاقتصادية والمالية، وستسعى للحصول على دعم للحظر التجاري من هيئات أخرى مثل الاتحاد الأفريقي
عبرت مواقف دولية كإيطاليا حيث طالب وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني “إكيواس” بتمديد المهلة التي منحتها لقادة الانقلاب في النيجر للتراجع عن الانقلاب وإعادة الرئيس بازوم.
وقال تاجاني إن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة من جهة أخرى استمرت فرنسا في تحذيراتها لمواطنيها لاعتماد اقصر درجات الحذرفي حين وكان قادة جيوش إيكواس قد رسموا الجمعة الخطوط العريضة لخطة “تدخل عسكري محتمل” بعد اجتماع ليومين بالعاصمة النيجيرية أبوجا، وقد أبدت بعض دول المجموعة مثل السنغال وساحل العاج استعدادها للمشاركة في التدخل لكن القادة الجدد العسكريين في النيجر ا تلقوا دعما من نظرائهم في مالي وبوركينا فاسو بعد وصولهم للسلطة من خلال انقلابين عامي 2020 و2022، وقد اعتبرت باماكو وواغادوغو أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة “إعلان الحرب” عليهما
ان المتابعة لاحداث النيجر لا يمكن الاستهانة بهده المحطة لانها تعتبر بؤرة هامة قد تفجر الصدام بين القوى العظمى ويندر بحرب عالمية اخرى ؟