Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

اليوم العالمي للمرأة الحدث العقد؟

 اليوم العالمي للمرأة الحدث العقد؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى

 لماذا الاحتفال في 8 مارس؟ الأصل والدلالة

اختير الثامن من مارس من كل عام كيوم عالمي للمرأة كاحتفال دولي، وينظم سنويا للدلالة على الاحترام والتقدير وحب المرأة لما حققته المرأة من انجازات ومساهمات في التنمية الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية، هي مناسبة للاحتفال بجهودها وشجاعتها ونضاها المستميث لأداء أدوار استثنائية في تاريخ الأوطان والمجتمعات. 

في عام 1945 تصدر اول وثيقة دولية تؤكد مبدأ المساواة بين النساء والرجال، ولم يعلن الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة الا في 8 مارس في عام 1975 وبعد عامين من هدا التاريخ وفى شهر ديسمبر بالذات اعتمدت الجمعية العامة قرارًا يقضى بإعلان يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي. 

اذ بدأ اليوم الدولي للمرأة لأول مرة بأنشطة الحركات العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وأوروبا، وقد تم الاحتفال باليوم الوطني الأول للمرأة في الولايات المتحدة في 28 فبراير 1909، كان الحزب الاشتراكي الأمريكي قد خصصه كتكريم لإضراب العاملات في مجال الألبسة في نيويورك عام 1908، حيث احتجت النساء على ظروف العمل القاسية 

وأما الدولة الروسية فقد وقع الاختيار على آخر يوم أحد من شهر فبراير لعام 1917 للاحتجاج والإضراب تحت شعار “الخبز والسلام” والذي يوافق 8 مارس وفقاً للتقويم الميلادي، افلحت حركات النساء في نهاية المطاف إلى سن حق المرأة في التصويت.

وبهذا يعد اليوم الدولي للمرأة مناسبة للاحتفال بالتقدم المحرز في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وأيضاً للتفكير النقدي في تلك الإنجازات، والسعي إلى تحقيق زخم أكبر نحو المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.

هي مبادرة رمزية الهدف منها ليس فقط التذكير بمعاناة الشريك الأساسي في المجتمع وما عاناه من قهر، تمييز ومظاهر العنف بجميع تمظهراته والتي لا زالت واضحة ولم يتم القضاء عليها بشكل نهائي في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا.

وبهذه المناسبة السنوية الخاصة، كان لابد من استعراض تفاصيل أصل وتاريخ اليوم العالمي للمرأة

أصله وتاريخه

تعود جذور هذا اليوم الخاص إلى أوائل القرن العشرين، ويربطه الكثيرون بمأساة عام 1911، عندما أدى حريق في مصنع للنسيج في نيويورك إلى وفاة 146 ضحية

ولكن الحقيقة، هي أن يوم المرأة لم يتم الإعلان عنه رسمياً إلا عام 1977 من قبل منظمة الأمم المتحدة، عندما أصدرت قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار 8 مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن

الجدير بالذكر أن بذور الحديث عن يوم سنوي مخصص للمرأة زرعت عندما خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة في مدينة نيويورك الأمريكية، مطالبات بساعات عمل أقصر، وأجور أعلى، وحق التصويت

. وفي فبراير 1909 ولدت فكرة يوم المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، بمبادرة من الحزب الاشتراكي الأمريكي، إذ نظم لأول مرة يوم المرأة القومي في نيويورك في 28 فبراير، اقترحته الناشطة العمالية تيريزا ما لكيل واحتفلت بذكرى الاحتجاجات ضد عمال الملابس في المدينة.

وحتى عام 1913، استمرت النساء في الولايات المتحدة الأمريكية بالاحتفال باليوم الوطني للمرأة اما في عام 1910، استضافت كوبنهاجن المؤتمر الدولي الثاني للمرأة العاملة، حيث اقترحت كلارا زيتيكن، المنظرة والناشطة الماركسية الألمانية، مفهوم يوم المرأة العالمي، وأوصت بأن يتم الاحتفال كل عام في يوم المرأة في كل بلد لتكريم نضال النساء من أجل مطالبهن.

اذ ظهر يوم المرأة العالمي بعد ان وافقت أكثر من 100 امرأة من 17 دولة، يمثلن النقابات والأحزاب الاشتراكية والمنظمات النسائية العاملة وأول 3 نساء منتخبات في البرلمان الفنلندي، بالإجماع على اقتراح زيتيكن، وهكذا يسجل عام 1911، كتاريخ تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا بعد توافق الآراء الذي تم التوصل إليه في كوبنهاجن بالدنمارك.

ومع ذلك، لم يتم جعل يوم المرأة العالمي رسمياً من قبل الأمم المتحدة إلا في عام 1977، إذ تم اعتماد قرار تقترح بموجبه كل دولة تحديد يوم واحد في السنة “يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي” والعديد من البلدان اختارت الـ8 من مارس

لماذا البنفسجي والأخضر والأبيض هي ألوان اليوم العالمي للمرأة؟

وفقاً لموقع يوم المرأة العالمي فاللون البنفسجي والأخضر والأبيض هي ألوان اليوم العالمي للمرأة،

وعن سبب اختيار هذه الألوان على وجه التحديد، دكر الموقع ان البنفسجي  يدل على العدالة والكرامة، الأخضر يرمز إلى الأمل، والأبيض يمثل النقاء

لذلك بات لهذا اليوم أهمية كبيرة، كي يحتفل العالم في هذا اليوم بإنجازات المرأة ، ويزيد الوعي حول مساواة المرأة ويتم الإسراع بتنزيل الحق في التكافؤ بين الجنسين، جنباً إلى جنب مع جمع التبرعات لمختلف الجمعيات الخيرية التي تركز على النضال وتبني مع قضية  النساء

كما ان للميموزا دلالة في يوم المرأة العالمي

ففي عام 1946، ارتبط يوم المرأة برمز الميموزا، زهرة صفراء تزهر مطلع مارس، اختارها منظمو الاحتفالات في العاصمة الإيطالية روما لأنها زهرة موسمية غير مكلفة

ويبدو ذلك الاختيار لمعنى اللون الأصفر الذي هو في الواقع لون القوة والحيوية والفرح ويمثل أيضاً العبور من الموت إلى الحياة، لذلك أصبحت الميموزا الرمز الذي ستذكر معارك النساء من أجل المساواة بين الجنسين

الا ان هدا المسار كله يدفعنا من جهته الى تقييم مساعيه وتجربته؟

اكيد على راس كل سنة في الثامن من مارس بالتحديد  يخلد المجتمع الدولي اليوم العالمي للمرأة ،ربما اعتدنا كحقوقيين ان نندد باي سلوك يمس بكرامة الانسان عموما ،والمرأة على وجه الخصوص لكن الأسئلة التي تلح على طرحها 

في تقييم لهدا النضال المستميث للنهوض باوضاع المراة ؟

فهل ستبقى هده المرافعات مقتصرة على الشجب والتنديد الشفوي ؟ فهدا السؤال الغرض منه شد انتباه الفاعليين بكل اطيافهم واطيافهن الى اعتماد الترافع بالطرق التي يسمح بها القانون (العرائض الملتمسات)

لان البحث في تفاصيل الجواب ،هو في الحقيقية  إرادة قوية لتحقيق المبتغى حتى لا تبقى جهودنا مقتصرة على نشر غسيل وضعنا القائم بمقاربات محصورة داخل اوساط معينة ، فهدا طبعا لن يغير من الامر في شيء، مادام المجتمع رغم مظاهر الحداثة في الدول العربية، فالمجتمع ذكوري بامتياز ، نحن في امس الحاجة الى الابداع في التريث لإعادة النظر طرق النعالجة بدا بمراجعة المدونة بعيدا عن المواجهة العنيفة والطرق الصدامية

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *