المكيفات الهوائية فاعل لا يستهان به في الزيادة في انبعاث الغازات الدفيئة!

ذ . بوناصر المصطفى
اخدت المكيفات الهوائية حيزا أساسيا في حياتنا بالخصوص في فصل الصيف حيث توفر الراحة وتلطف من الحرارة خاصة في المناطق الحارة. الا ان استخدام هذه الأجهزة مرتبط بعدة تحديات بيئية واقتصادية من بينها أنها ترفع من منسوب درجات حرارة الجو مما يؤدي إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة وتأثيرات الاحتباس الحراري بالإضافة زيادة الاستهلاك الكهربائي
في دول الخليج، يتزايد الطلب على المكيفات الهوائية بشكل كبير نظراً لارتفاع درجات الطقس بشكل قاسي ،حوالي 60% من سكان الدول الخليجية يستخدمون المكيفات خلال فصل الصيف.
مقارنة بدول الخليج والبحر الأبيض المتوسط ،يعاني المغرب هو الاخر من ارتفاع مهول في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، و بالرغم من أن استخدام هده المكيفات ، الشيء الدي يعطي هده الأجهزة اهتمام اكثر تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع ارتفاع المقلق في درجات الحرارة وتزامن ذلك مع فترات جفاف غير مسبوقة في مختلف مناطق البلاد.
مما شك فيه ان استخدام المكيفات الهوائية يؤدي قد يرفع الفاتورة الكهربائية ، مما يؤثر في زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف، الا ان الأهم هو مساهمته في الزيادة في انبعاث الغاز ات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري ويأثر في تفاقم التحديات البيئية، وحسب عدة دراسات علمية، فالمكيفات الهوائية تتسبب في رفع دراجات الحرارة ما )C° 5 الى C° 15( 15درجة داخل المدن و5درجات خارجها.
علما ان استهلاك المكيف الهوائي يعتمد على العديد من المعطيات، كالقدرة والكفاءة الطاقية وكدا درجة الحرارة التي يعمل علي تلطيفها بالإضافة الى حجم الغرفة التي يبرِّدها، فعادةً، يمكن أن يكون متوسط استهلاك المكيف الهوائي حوالي 1.2 إلى 1.5 كيلوواط في الساعة لمكيف يبلغ قدرته 12,000 BTU ويعمل على نظام التكييف العادي. ولكن هذا المعدل يمكن أن يختلف بشكل كبير بناءً على العوامل المذكورة.
ووفقاً لإحصائيات الوكالة الطاقة الدولية ا فان عدد المكيفات الهوائية المشتغلة عالميا تقدر بحوالي 2 مليار وحدة (أي بمعدل مكيف واحد لكل 4 أشخاص)، ، تُسبب هذه الأجهزة انبعاث أكثر من مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا في مختلف أنحاء العالم، بمعدل يفوق 2.7% من المصادر الأخرى المسؤولة عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون، والتي تفوق 36 مليار طن من الانبعاثات الدفيئة سنوياً..
من هدا المنطلق اتجهت استراتيجية المملكة المغربية الى الطاقة المتجددة كحل لمواجهة التحديات البيئية ، لتعزيز الاستدامة في المجال البيئي بتوسيع استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح في هده السياق يبدو ان المملكة قطعت اشواطا مهمة في هدا المجال ومركز ة في المدى المتوسط والبعيد على الاستثمار في محطات توليد الطاقة المتجددة وتشجيع الاستهلاك الذكي للطاقة
ويبدو من الضروري الأخذ بعين الاعتبار التوجه نحو تشجيع المكيفات الذكية التي تقتصد في استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 70%.
كما ان الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية 2030 أعطت أهمية بالغة في الاقتصاد على الطاقة في مجالات حيوية وخصوصاً في ميدان البناء والمراهنة على اقتصاد حوالي 14% من الطاقة المستعملة في هذا المجال عبر التوجه نحو المباني المستدامة، وهو ما يسهم بشكل كبير في الحد من استهلاك الكهرباء المرتبط بالمكيفات الهوائية واقتصاد حوالي 20% من الطاقة.
ان تأثير المكيفات الهوائية على ارتفاع درجات الحرارة والاستهلاك الكبير للكهرباء، يفسر الالتزام الذكي للمملكة بالاتفاقيات الدولية خاصة بعد نجاح الكوب 22 في مراكش واختيار التوجه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة واعتماد استراتيجيات تهدف إلى تحسين الكفاءة الطاقية والحد من الانبعاثات الضارة للبيئة. تلك الخطوات ستساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وصحة بيئيا
فالاهتمام بالعناصر المؤثرة في رفع درجات حراراه الأرض تصبح أولوية البحث العلمي الدي يحتاج الى التفاتة كبيرة في بلادنا وبالتالي فالأولوية تبقى في البحث عن مكيفات ذكية؟