المغرب واحترام الاقليات :المكون العبري رافد من الهوية الوطنية

ذ .بوناصر المصطفى :
يعتبر المكون العبري أحد روافد الهوية المغربية ، فجاء تكريس العبرية في ديباجة دستور المملكة كأحد عناصر الهوية المغربية بإعادة تأهيل وتطوير دور العبادة والأحياء والمقابر، علاوة على عمليات تنظيم للطائفة اليهودية المغربية عبر مؤسسات من قبيل المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية، ولجنة اليهود المغاربة بالخارج، ومؤسسة الديانة اليهودية المغربية.
كان لهذه الإجراءات الوقع الكبير أعطت للمغرب اشعاعا عالميا طيبا كفضاء للسلم والحوار تعايش الأديان ونشر قيم التسامح والعيش المشترك، في وقت ساد العالم سلسلة من الاضطرابات
لقد لقيت هذه الرؤية المستنيرة على وجه الخصوص خلال الاحتفال باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، تميز بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة شكيب بنموسى، ومشاركة الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو، وسفير الولايات المتحدة الامريكية بالمغرب بونيه تالوار، ورئيسة مكتب الاتصال الإسرائيلي بالنيابة في الرباط السفيرة ألونا فيشر كامهي التي تمت الإشادة بها أمس الأحد بالدار البيضاء.
تضاعفت الشهادات بهذه المناسبة، حيث تم تسليط الضوء على هذه المقاربة الملكية التي تميز المملكة باعتبارها بلدا يقدم مزيدا من التمييز في وقت يتصاعد فيه الإقصاء وثقافة الرفض وإنكار كيفية العيش معا.
في هذا الصدد، قال السيد تلوار : إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يواصل تكريس ” الإرث القوي” لجلالة الملك محمد الخامس، وجلالة الملك الحسن الثاني “من خلال دعم التسامح والتعايش والوئام الديني “.
من جانبها، أكدت السيدة فيشر كام، في تصريح مماثل، أن المغرب بفضل تكريسه عبر التاريخ لمبدأ التسامح والتعايش، بإمكانه اليوم أن يشكل نموذجًا على مستوى “العالم برمته”، وأن يلعب “دورا مهما للغاية في الحوار بين الأديان”.
بنفس النبرة ذكّر السيد بيرديغو أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ تربعه على عرش اسلافه الميامين” أرسى رؤية للمغرب يحسدنا عليها الجميع .. رؤية تنبني عن قيم التسامح واحترام الأقليات”.
وقال إن الأعمال التي قام بها جلالته جعلت من الممكن نسج روابط مع 800 ألف يهودي مغربي يتواجدون في الخارج،” وذلك من أجل التعرف على جذورهم وأماكن أسلافهم وإعادة ربط الاتصال مع إخوانهم المسلمين.
يشار إلى أن تخليد هذه الذكرى تحت شعار: “محمد الخامس: منقذ اليهود المغاربة أثناء المحرقة”، شكلت فرصة للتذكير بالموقف الحازم لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، والذي عارض أي إجراء من قبل حكومة فيشي ضد المغاربة اليهود، مع تسليط الضوء على الأعمال الجليلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على التراث اليهودي المغربي وتعزيزه. وقد تميز هذا اليوم المنظم من طرف كل من جمعية ميمونة ومجلس الجاليات اليهودية المغربية ومركز التواصل للأمم المتحدة بالرباط، بمشاركة رئيس مؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، وحضور عامل عمالة كقاطعة الدار البيضاء – أنفا عزيز دادس