الكتاب المسموع اي حضور الى جانب المخطوطات و والمرئيات ؟
ذ . بوناصر المصطفى :
عرفت وسائل التواصل والاساليب التعبيرية تطورا بشكل متسارع ومتنوع لذي لإنسان فاذا كانت ثقافة التواصل قد بدأت بأشكال إيمائية وتقدمت بالتدريج نحو ثقافة شفاهية مركزة على ثقافة الاذن والسماع، فان مراحله عرفت قفزة نوعية مهدت لإدراج اللغة كضرورة في فن الخطابة مع ايصال المعلومات الى المتلقي دون رتابة .
عادة ما يكون للنص إطار مفاهيمي يحدده وبالتالي فعلاقته بالصورة علاقة وثيقة، من هدا المنطلق بدأت الثقافة البصرية تتغنى بثقافة العين ، لتستأنف معركة السيطرة بمختلف اشكالها فصارت الصورة شكل من الاشكال التعابير الثقافية، و جزء لا يتجزء من أنظمة التواصل والنشر والاشهار، حيث اخترقت الأبنية الفكرية والاجتماعية والنفسية للمتلقي.
اذ ساهمت القفزة التقنية في سائل الاعلام على وجه الخصوص في الانخراط في تركيز هده البناءات الدلالية كوسيلة فعالة سنحت لتوالد تمثلات رمزية ساعدت في تعزيز التنوع في العملية التواصلية.
إذا كان النص المكتوب قد شكل القمة في مرحلة القراءة، الا ان تطور تقنيات التواصل وفر الفرصة لخوض تجربة أخرى لا تشكل تهديدا بقدر ما تكرس التنوع
في ظل هدا الزخم ظهر الكتاب المسموع في سياق تكنولوجي وتواصلي مكثف كوسيلة لتحويل الكتب إلى تجربة صوتية، ووسيلة إضافية لتنويع المحتوى بحيث لا يمكن اعتباره الكتاب المسموع منافس مباشر للمكتوب.
فالكتاب المسموع تجربة أخرى للقراءة من خلال الاستماع. حيث مكن للأشخاص من الاستماع إلى الكتب أثناء ممارسة النشاطات الأخرى مثل القيادة، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو حتى أثناء الاسترخاء. فهده الوسيلة تتيح للأشخاص الاستفادة من المحتوى المكتوب بطريقة تتطلب تركيزًا أقل على القراءة التقليدية، مما يتيح الفرصة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو لديهم وقت محدود للقراءة الاستماع إلى الكتب والاستفادة منها.
بالتالي، يمكن القول إن الكتاب المسموع يضيف بعدًا صوتيًا إلى الكتاب المكتوب، ويسمح للأشخاص بالاستماع والتفاعل مع المحتوى بطريقة مختلفة عن القراءة التقليدية.
فالكتاب المسموع هو في حد ذاته خيار إضافي لتوسيع الوصول إلى المحتوى الكتابي وجذب فئات مختلفة من الجمهور. وبمثابة بديل يمكن المستفيد من خلال الاستماع إلى الكتب بدلاً من قراءتها.
بالإضافة إلى ذلك هي تجربة تواصلية مختلفة للمستخدمين، حيث يمكنهم الاستماع والتفاعل مع المحتوى بصورة مختلفة عن التفاعل مع الكتاب المكتوب. يمكن للأشخاص الاستمتاع بالقصص والمعلومات والمحتوى الكتابي في أي وقت وفي أي مكان، وهو ما يوفر لهم حرية ومرونة في استهلاك المحتوى.
وبالتالي يصنف الكتاب المسموع، أو الكتاب الصوتي، كوسيلة متعددة الوسائط تمكن الأشخاص من الاستماع إلى الكتب بدلاً من قراءتها. يتم تسجيل النصوص المكتوبة بصوت ممثل صوتي، وتوفيرها في شكل ملفات صوتية تشغل على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية اومشغلات الصوت.
تلخيصًا، الكتب المسموعة لها خصائص تميزها اضافة الى اعتمادها كتجربة لقراءة مرنة ومريحة للأشخاص الذين يمكن أن يجدوا صعوبة في القراءة التقليدية. فهي تتيح للأشخاص الاستماع إلى المحتوى الكتابي في أي وقت وفي أي مكان، وتوفر تجربة صوتية ممتعة وتعزز الوصول إلى المعرفة بخيارات تجمع التعدد و الترفيه .
