العصرالصورصوري

هل أتاكم حديث الحشرات في أوروبا ، فإذا كان علماء الجيولوجيا يؤرخون لفترات زمنية مر منها كوكب الأرض حسب المناخ في ذاك الزمان ، مثلا هناك العصر الجليدي ، او حسب المعادن المترسبه في طبقات الأرض كالعصر الطباشيري ، أو التأريخ بفترة ظهور الديناصورات وانقراضها و قد سمي بالعصر “الديناصوري” ، لكن اليوم و بعد دخول قرار الإتحاد الأوروبي السماح بأكل الحشرات حيز التنفيذ ، فقد دخلت القارة العجوز بذلك في العصر ( الصرصوري ) على وزن ( الديناصوري )😄 ، وقد تم وضع لائحة بأسماء الحشرات المسموح بتناولها تدريجيا وعلى رأسها السيد( عازف الليل) و الديدان وبعض الخنافس ، لكن لائحة الحشرات لم تغلق و لن تتوقف عند هذا العدد بل ستضاف لها حشرات أخرى بعد ان يعتاد الأوروبي على تناولها ، وهكذا أيها السادة الكرام تنتقل أوروبا رسميا إلى تقليد الصين في أكل كل أنواع الحشرات الزاحفة و الطائرة ، وقد ينتهي بهم المطاف إلى تقليدها كذلك في ميدان أكل ( الكلاب و القطط والثعابين العقارب و فئران المجاري..) وهذا المجال أبدعت فيه الصين منذ سنين ، و لطالما تفاخر المواطن الأوروبي بتفوق المطبخ الأوروبي على كل مطابخ العالم ، وذلك من حيث جودة الطبخ و سلامته و نظافته..!! مسرور المراكشي يقول لهذا المواطن المغرور : ( عزيزي ” جاك ” لقد انتهى عصر التباهي والتفاخر عند ما أكلكتم الديدان و الصراصير..) 😄. فاليوم السائح في فرنسا عندما يطلب لائحة المأكولات فقد تعرض عليه بعض ( شهيوات ) باريز ، مثلا هناك مقرمشات الخنافس الطازجة مع ( لاموطارد ) أو طبق ديدان محمرة مضاف إليها شيء من الفلفل الحار أو طبق من صراصير امبخر مع صوص سراق الزيت الحار 😄 معذرة أيها القاريء الكريم فعلا هذا شئ مقزز ومثير للغثيان و القيء ، ومن الطبيعي أن يعافه كل إنسان سوي سليم الفطرة له ذوق رفيع ، لكن ورغم كل هذا يبقى عندنا في المغرب لوبي فرنسي( ملتزم) و مستعد للدفاع عن مطبخ ماما فرنسا كيفما كانت الظروف يعني ( بدوده و جر عوده) ، و سيقولون لكم : (أنهم
قد وجدوا في الدود منفعة عظيمة..!!) ، و ستظهر بحوث ( علمية ) كثيرة تبرز غنى الحشرات بكل انواع الأملاح المعدنية و( البروتينات) و مضادات الأكسدة ، ومن يدري فقد يظهر من جديد في الإعلام الرسمي بعض ” الخبراء ” ينصحوننا بأكل الحشرات لأنها تقوي المناعة وهي مضادة ل ” كرونا “😄 ، في الحقيقة لم يفاجئني قرار الإتحاد الأوروبي بشرعنته أكل الدود و باقي مشتقات الحشرات ، فهم أصلا يأكلون الخنزير وهو من أقذر الحياوانات و أوسخها ، لكن ومع ذلك فأنا لا أضع الفرنسيين كلهم في سلة واحدة ، لقد تابعت نقاش حاد في الجمعية الوطنية الفرنسية بين حزب ( الجمهوريين ) وهو حزب اليمين و يمين الوسط حيث هاجم بشراسة قرار الإتحاد الأوروبي وعارض إدخال الحشرات في النظام الغدائي الفرنسي ، لكن هذا الحزب اليميني في عهد الرئيس الفرنسي الراحل(جاك شيراك) عارض نشر كتاب ( الحلال والحرام ) كذلك وطالب بمنع تداوله بدعوى أنه يحرض كل الفرنسيين على مقاطعة الخمر وأكل لحم الخنزير ، لكن العلامة القرضاوي رحمه الله رفع دعوى قضائية لرفع الحظر عن الكتاب و شرح أسباب الخلاف بينه وبين من ينتقد هذا الكتاب ، حيث قال : ( إن هذا الكتاب موجه للفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا ، يبين لهم ماهو حلال أو حرام من أكل وشرب في دين الإسلام ، ولا يدعوا كل الفرنسين لمقاطعة الخمر أو لحم الخنزير وغيره من المأكولات ، لأنهم ببساطة لم يسلموا بعد ..) ، وبعد هذا التوضيح سمحت المحكمة بنشر الكتاب. وهكذا تبين أن اليمين الفرنسي يتمتع بقصر نظر لا بأس به ، ربما لأسباب دينية تاريخية حيث اعتبر أن الإسلام يشكل خطرا خارجيا على التقاليد العريقة للمطبخ الفرنسي ، لكن اليوم أتته الضربة من الداخل الأوروبي و بقرار من الإتحاد الذي سمح بدخول الحشرات في النظام الغدائي الأوروبي ، و هكذا تم إغراق تقاليد المطبخ الفرنسي بالتسونامي الصراصير و الدود ، لكنني ومع كل هذا أرفع القبعة و أحي عاليا اليمين الفرنسي رغم اختلافي معه في كثير من القضايا ، لكن أقدر دفاعه عن تقاليد بلاده وثقافة الأكل عندهم ، و خوفه على سمعة الطبخ الفرنسي ، لكنني أستنكر تخاذل تقريبا كل الأحزاب المغربية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار و كذا النقابات ووزارة السياحة و وزارة الثقافة و أغلب جمعيات المجتمع المدني ، عن نصرة صاحب مطعم ( أوزود) الكادح في قضية ما سمي ب ( طاجين الدود) زورا و بهتانا ، لقد بقي المسكين وحده في مواجهة إعصار الكذب و التضليل الإعلامي من أغلب المواقع ، بل حتى الإعلام الرسمي شارك في الترويج لكذبة طاجين ( الدود ) ، وهذا يفضح بؤس الثقافة وقلة الوطنية عند من يدعون تمثيل الشعب والدفاع عن حضارة المغرب ، لأن الحضارة يا كرام ليست هي الزليج أو ترميم المقابر و الجدران فقط ، فهناك كذلك فن الطبخ الذي يشكل أحد أهم عناصر هذه الحضارة ، حيث يعتبر الطاجين أيقونة المطبخ المغربي و الذي مع الأسف تعرض لهذا التشويه ، إن فعلا الطاجين المغربي الأصيل لا بواكي له ، لكن هل كنتم تنتظرون ياسادة الدفاع عن الطاجين المغربي من وزير ثقافة بلا ثقافة إلا ثقافة ( طوطو )😄 ، أو من وزير السياحة المشغول بترميم المقابر و الملاحات مع استقبال وفود سياح بني صهيون القادمين من فلسطين المحتلة ، لغسل أيديهم الملطخة بدماء شهداء الأقصى و جنين و باقي المدن الفلسطينية .
مسرور المراكشي يدعو المغاربة إلى الدفاع عن الطاجين و الطنجية بولفاف كباب المغدور الزعلوك البكبوكة بسطيلة الدوارة.. و اللائحة طويلة بقدر ” طول” لسان رئيس الحكومة الذي أكثر من الكلام والوعود الكاذبة ، وعند وصوله خنق الشعب و رفع الأسعار
مما جعل هذه المأكولات تصبح مجرد حلم عند الطبقة الكادحة بل حتى عند الطبقة الوسطى كذلك.!!!
تذكير :
_ إذا أكل الأوروبي الخبائث من دود وصراصير وخنزير فهو نصراني..!! إرفع راسك فأنت مسلم مغربي تأكل الطيبات الحلال (..ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث..) سورة الأعراف آية 57
أن شر بقدر حبك للراس لمبخر ( باولو) مع براد مشحر بجامع لفنى😄😄