الصحافة حرفة هي من تختارك ! لا تختزل في بطاقة!
ذ . بوناصر المصطفى :
غالبا ما تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي من حين لأخر بعض المغالطات التي لها علاقة بغموض فظيع ولبس متعمد ينساق في سياق سياسات غالبا ما تسقط في المحظور وتضرب في الصميم مصداقية المؤسسات بالتهكم على روادها وممارسيها.
ان اضعاف أي مؤسسة او هيئة عمل غير مسؤول ادا انحصر في تمييع وظائفها وتفنيد خطاها لا يمكن تصنيف هدا السلوك الا في مظهر الانسلاخ من الميثاق المجتمعي الذي
يشمل المبادئ العامة والتوصيات ومناهج السلوك في مجال الحكامة الجيدة، لإرساء
تسيير مسؤول وشفاف يضمن مصداقية وفعالية ونجاعة الأداء العمومي.
الا انه لم تنج حتى مهنة المتاعب من مخالب ميؤوس منها كونها لا تحسن سوى الخدش، زادها تعابير القذف التي لم تستفد من المدرسة البيانية سوى النقد اللاذع.
قد يكون للمخزن اليد الطولى في هده الصنيعة، فكلما انزعج من قطاع يستهدفه بعواصف الفوضى العارمة بجنود اشباح تحوله الى مرتع لا شباه المتسكعين وملجأ لطوائف عطالة الخردة.
من المسؤول عن فضيحة نشر ثقافة الرداءة والسخافة؟
كيف لسلطة الصحافة ان تخلع عنها صفة القداسة؟
الصحافة حرفة قبل ان تختزل في بطاقة؟ هي من تستدعيك للممارسة؟ فمهنة الاتعاب ليست لكل من يحمل قلما او الة؟ ليس باستطاعة أي سقاء ان يروي العطشى؟
ادا اخترت مهنة الصحافة فلكل ممارس مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها ليتمكن من أداء عمله بشكل فعال:
القدرة على البحث وجمع المعلومات، وعلى التحليل والتقييم والتفسير بطريقة سليمة
مسنودة بأدوات ومهارات الكتابة الصحفية اللازمة لتحرير تقارير ومقالات ستهدف وتجذب الجمهور، وقدرات تواصلية فعالة ومهارات التحدث والكتابة بلغات متعددة إن لزم الأمر.
القدرة على مواجه الضغوطً في أحيان كثيرة، وتلزمه التعامل معها وإدارتها بشكل فعال والالتزام بالأخلاق وتحمل المسؤولية اللازمة في نشر المعلومات والتأكد من دقتها وصحتها، وعدم نشر المعلومات المضللة أو المغلوطة.
هدا دون ان ننسى أن يكون لهدا الصحفي دهنية قابلة للتحيين، وعلى دراية بالتطورات التقنيات الإعلامية المستحدثة، واستخدامها بشكل فعال، لإنتاج المحتوى الصحفي.
ومن الأخلاق الواجبة كدلك على الصحفي اتباعها،
الصدق والدقة في نقل المعلومات والأخبار، وتجنب نشر المعلومات المغلوطة أو الخاطئة
التعامل مع جميع المواطنين بالمساواة والعدل، وعدم التحيز أو التمييز بينهم بسبب عرقهم أو جنسهم أو دينهم أو أي خلفية أخرى
احترام خصوصية الأفراد وعدم الكشف عن معلوماتهم الشخصية بدون موافقتهم الصريحة، والالتزام بالشفافية في تقاريره ومقالاته مع إمكانية الكشف عن مصادر ه التي يستند عليها في كتابته ادا لزم الامر، والتحصين من النزعات السياسية أو الإعلامية في تقديم المعلومات.
التسلح بالمبادئ الديمقراطية باحترام الرأي الآخر وتقديره، والتعامل معهم بلباقة
ان تركيزه على المسؤولية الاجتماعية في نشر المعلومات والأخبار حتى لا تكون سببا في الفوضى والعنف، وبالتحفيز على الحوار بين الأفراد والجماعات والمصالحة بينهم، بعيدا عن نسج الصراعات.
ان مهمة الصحفي لا تقتصر فقط على قنص الأخبار، بل تشمل أيضًا جمع المعلومات والأخبار من مصادر موثوقة، ومعالجتها وتحليلها وصياغتها بشكل يتناسب مع فئة الجمهور المستهدفة، بالإضافة إلى إجراء اللقاءات والمقابلات مع المصادر المعنية والمتخصصين في المجالات المختلفة. وبالتحقق من صحة المعلومات ودقتها والتأكد من عدم تعارضها مع المبادئ الأخلاقية والقوانين المعمول بها، وذلك لضمان توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور
