Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

  الشبيبة الاتحادية تعود للواجهة في المؤتمر الدولي  للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي بدولة باناما ؟

   الشبيبة الاتحادية تعود للواجهة في المؤتمر الدولي  للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي بدولة باناما ؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى :

كانت دولة باناما محطة للمؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي المعروف اختصارا باليوزي، ساهم فيها أكثر من ثمانين عضوا من كل أرجاء العالم، وقد جاءت مشاركةالشبيبة الاتحادية كعضو كامل العضوية منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث تمكنت من استعادة مقعد حصلت عليه لمرة واحدة في تاريخها داخل منظمة كانت تعتبر من أحصن قلاع شبيبة البوليساريو.

– لكن لماذا حدث هدا الزلزال في هدا الوقت بالذات؟

– هل للتقصير الحكومات في تأهيل المجتمع المدني في شأن الترافع؟

– ما مدى تفعيل اتفاقية الشراكة بين وزارة الخلفي والجامعات بالمملكة لتأطير الشباب في موضوع الترافع؟

– وما هي مراحل هذا الإنجاز؟


اعتبارا لكون مرحلة الثمانينيات كانت هي مرحلة بداية العمل الدولي المنظم للشبيبة الاتحادية وكانت مكانة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كعضو مؤسس للعديد من التنظيمات الدولية منذ مؤتمر القارات الثلاث الى الآن، كما ان الاتحاد أحد أقدم وأهم أعضاء الأممية الاشتراكية والتحالف التقدمي، وهدا ما يفسر تكريم الحزب في مؤتمر الأممية الاشتراكية الاخير كأحد أهم أحزابها.

لدلك انطلق عمل الشبيبة الاتحادية داخل المنتظم الدولي بعقد علاقات ثنائية مباشرة أهمها علاقتها مع شبيبات الأحزاب الاشتراكية والقومية العربية، وانخراطها بشكل طبيعي في الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي ضمن لواجهة التي كانت تعرف سيطرة مطلقة لشبيبة «البوليساريو» بحكم هيمنة شبيبات الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديموقراطية الإسكندنافية على المنظمة، وبحكم دعم الطيف الشبابي الاشتراكي لتوجه خصوم الوحدة الترابية المغربية، ومن هنا جاء أول اجتماع تنسيقي بواسطة شبيبة حزب البسو

الإسباني لفتح باب انضمام الشبيبة الاتحادية لليوزي PSOE

 ان دخول الشبيبة الاتحادية ورغم إدخالها لصوت المغرب داخل هذا المنتظم الذي يعتبر خزانا لقيادات العالم المستقبليين إلا أن هذا الصوت ظل محاصرا وغير مسموع، وبقيت هيمنة البوليساريو حاضرة وواضحة في قرارات المنظمة حول النزاع وفي تواجدهم الدائم داخل مجلس رئاسة المنظمة المعروف

(Présidium) .


كان حضور الشبيبة الاتحادية في إحدى مؤتمراتها الذي انعقد بدولة بنما هو في حد ذاته انتصار ديبلوماسي من الحجم الكبير نتيجة الاختراق الكبير الذي حققته الشبيبة الاتحادية في مؤتمرها «اليوزي»،

 زاد من وزنه  انتخاب شابة من الشبيبة الاتحادية ضمن لجنة المراقبة داخل مؤسسة «اليوزي»،و لجنة المراقبة هذه تعتبر أهم لجنة بالاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي و بذلك تعود الشبيبة الاتحادية للواجهة فتسترد مقعدها بعد غياب طويل؟


لقد أدى انتخاب الشبيبة الاتحادية في هذا المؤتمر ضمن هذه اللجنة وبأغلبية ساحقة قابله سقوط مدوي لشبيبة «البوليساريو» ، بعدما كانت الشرمة الانفصالية في السابق «اليوزي»، درعها الأممي الشبابي وامتدادًا لصوتها خاصة مع مرحلة سطوة الشبيبة الاشتراكية الاسكندنافية التي كانت متأثرة بفكرة « استفتاء تقرير المصير»، الذي لم يعد يتناسب مع الفكر الاشتراكي الديموقراطي العالمي، الذي انعكست مجموعة من التحولات العميقة على موقف شبيبات هذه الأحزاب التي تخلت عن تلك الرؤى التقليدية للأطروحات الاشتراكية الديموقراطية التي كانت سجينة لسنوات طوال بالمعسكر الشرقي واثقال «اليوزي» ببعض القضايا الموروثة منها الموقف الكلاسيكي من قضية الصحراء،

الا ان هذا المؤتمر ومن خلال الأصداء القادمة من هناك فان اليوزي تتجه تحو الاقتناع بطي صفحة المواقف المتجاوزة من ملف الصحراء، خاصة منها الانحياز الكلي للبوليساريو، وتبني مواقف أكثر واقعية، وتوافقًا مع قرارات مجلس الأمن وتوجهه السياسي لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء.

أن الإعلان عن هذا الموقف غير كافٍ لكنه في المرحلة الحالية وعلاقة بما كان يُطرح سابقًا فهو تقدم سياسي كبير لصالح دعم الأطروحة المغربية مستقبلا
لا شك ان هدا الاختراق النوعي الذي تم تحقيقه، لا يمكن إلا أن يُنظر إليه بالكثير من الاعتزاز حول ما حققه هذا الشباب بهذا المؤتمر، بحيث حازت مرشحة الشبيبة الاتحادية على 96 صوتا من أصوات الشباب الاشتراكي العالمي مقابل 46 صوتا لمرشح شبيبة «البوليساريو»، وهي في الحقيقية نكسة وصفعة تلقتها «البوليساريو» في قلب منظمة ظلت تتعامل معها كقلعة خارجية ودولية لها. 

ان هدا الإنجاز في مؤتمر بنما وطي صفحة من تاريخها، وفتح الباب أمام مستقبل مغاير ستلعب فيه «اليوزي» دورها التاريخي الطبيعي، في تبني قضايا الشباب العالمي عموماً والمتبني للفكر الاشتراكي الديموقراطي/الاجتماعي خصوصًا من قضايا المناخ ومتغيراته، الهجرة واللجوء وقضايا التشغيل وحقوق الشباب الخاصة والعامة بعيدًا عن التوظيف السياسوي، الذي كان يتم سابقًا لهذا الإطار الدولي الشبابي حتى كاد يتحول إلى جثة تنظيمية محنطة  ليتم أخيرًا إنقاذها من هذا التوجه ودفع هذه المنظمة، بفضل تحالف لمنظماته الشبابية الإفريقية واللاتينية والأوربية خاصة الغربية منها والعربية، إلى تبني مسار جديد ادى ليس فقط إلى انتخاب مرشحة الشبيبة الاتحادية لتولي مقعدها بلجنة المراقبة بل تولي شابة من شابات تونس منصب الرئاسة في سابقة تاريخية عاشتها «اليوزي»، وفي مؤشر على دور شباب وشابات «المينا» داخل «اليوزي» الذي بات فاعلًا ومؤثرًا في هذا التكتل العالمي الشبابي، الذي يضم أكثر من 120 منظمة شبابية منتمية للأحزاب الاشتراكية الديموقراطية العالمية

سجل التاريخ أن الشبيبة كانت  أول من عبر عن موقف باسم الوطن بطرح مبادرة الحكم الذاتي، تحت السيادة الكاملة للمغرب  على كامل أراضيه من داخل المخيمات، وتحت مسمع ومرأى من قيادة «البوليساريو»، حيث صرح الراحل امحمد خداد، أحد قياديي الجبهة الانفصالية، أنه قد شعر بأنه ليس أمام شباب حزبي بل وكأنه أمام وفد مفاوض رسمي، بسبب ما عبَّرنا عنه من مواقف داعمة للأطروحة المغربية آنذاك في جل اللقاءات التي نُظمت بالمخيمات، فكان لأول مرة يتم إنجاز تقرير متوازن حول القضية الوطنية من طرف «اليوزي»، تم إقباره للأسف بسبب التحكم الذي كانت تعيشه «اليوزي» من طرف بعض القيادات الشبابية الإسكندنافية آنذاك وراح ضحيته قيادية من شبيبة الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني


كانت تلك سنوات عاشت القضية تجربة فريدة من نوعها لدبلوماسية الشباب احتضنتها «اليوزي» متعلقة بتبادل الزيارة بين وفد الشبيبة الاتحادية وشبيبة «البوليساريو التي كانت مدافعة عن تبادل الزيارة إضافة لقيادات أخرى داخل اليوزي.
منذ تلك اللحظة إلى اللحظة الحالية الأكيد أن عملا كبيرا تم القيام به داخل «اليوزي» انتهى بهذا الإنجاز الكبير الذي يعكس أهمية دبلوماسية الشباب الحزبي في الترافع عن القضية الوطنية، وفي دعم قضايا الشعوب العادلة…وفي كون التحرك العقلاني والاستراتيجي قد يؤدي إلى تحقيق نتائج تتجاوز التنظيم لتنعكس نتائجها السلبية على قضايا الوطن
اكيد نها  مرحلة جديدة تعيشها «اليوزي»  سيلعب فيها شباب «المينا» دوره في إبراز قضايا المنطقة من الهجرة، التنمية إلى استغلال الأطفال في التجنيد القسري بالقارة الإفريقية، إلى ارتباط الفكر الانفصالي بالإرهابي…وغيرها من القضايا الكبرى التي يُنتظر أن يُعاد طرحها داخل هذا الفضاء، والأكيد أن كل هذه الديناميات ستنعكس ليس على المغرب بشكل إيجابي فقط بل على افريقيا و المغرب العربي الكبير الآن ومستقبلًا.

0 Reviews

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *