Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

السياسة الصينية تلك القوة الناعمة نحو افريقيا ؟

 السياسة الصينية تلك القوة الناعمة نحو افريقيا ؟
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى:

يعتبر المغرب على وجه الخصوص و إفريقيا عموما ضمن أولويات سياسة الصين الخارجية ، فالطاقة شكلت المحدد الأكبر الذي يتحكم في توجيه السياسة الصينية في القارة ككل ، الا ان هدا لا ينفي جملة محددات تتفاوت من حيث تأثيرها على السياسة الصينية الخارجية ودفعها إلى استخدام وسائل ليًنة و سلمية في التقارب الصيني الافريقي ، نذكر منها العامل السياسي، الثقافي، وكذا البشري…،

 ظلت شعوب القارة مند قرون تعيش حالات من البؤس والفقر المدقع ، وكانت احوج الى التفاتة انسانية الحاجة ماسة إلى تنمية حقيقية ،فكان موقف الصين يدعم معظم حركات التحرر الإفريقية ويوجه جهوده لمحاربة الفقر والتخلف

وجود الصين في الساحة السياسية رغم حداثة عهده جلب الكثير من المزايا بإعفاء معظم الدولة الإفريقية من الديون المستحقة عليهاوساهم في تنقية الاجواء والتوثرات الاقليمية

تعميق العلاقات الصينية الافريقية جاءت من حاجة الصين الى الثروات الطبيعية الهائلة وان الدول الافريقية ضاقت درعا بالاستغلال الموحش للدول الغربية فكانت الصين البديل الدي يقدم مساعداته بسخاء ودون شروط مسبقة وبعيدا عن التدخل في شؤون الداخلية فكانت وجها حقيقيا للتعاون وانعتاق الدول النامية.

بهده المواقف السياسية إستطاعت الصين أن تنجح في كسب صداقة الدول الافريقية والمغاربية، بهدف تحقيق مصالحها في المنطقة، و المتمثلة في تأمين مصادر الطاقة بالإضافة إلى خلق مجال نفوذ صيني لتظهر بمظهر القوةالعظمى.

باعتماد الصين على مفهوم التنمية السلمية، و الصعود السلمي، الذي يركز على التعاون والصداقة، و النفع المتبادل، و هذا ما جعل الصين تفوز بقبول كبير لدى الدول افريقية مغاربية فكان المغرب بالدات الدي قد اختار نهج سياسة رابج رابحعنوانا لتعاقداته مع الدول الافرقية .

هذه السياسة الصينية الجديدة كانت محل ترحيب من قبل جميع الدول بدون استثناء .و ذلك راجع إلى السياسة التي اتبعتها الصين خلال المرحلة الجديدة (2001-2010)،

و لقد استطاعت الصين أن تحقق نجاحات كبيرة في هذه المنطقة، فاقت كل التوقعات نجاحات لم تفلج كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان على سبيل المثال تحقيقها لكونها سياسة سلمية، تعتمد علي مفهوم القوة الناعمة، الذي يعتمد على الثقافة، و الفكر، و الدبلوماسية، كمدخل للتقرب من دول المغرب العربي

من هنا يبدو بوضوح أن “دبلوماسية اللسان” أو ما تسميه الصين “الدبلوماسية المرنة” هي التي أدت إلى نجاح الصين في تحقيق الكثير من الانجازات وإلى تنامي الوجود والنفوذ الصيني في القارة السمراء بشكل ملحوظ، وبات يؤثر بل ويغيظ الكثير من القوى المعروفة بنفوذها التاريخي في القارة الغنية بمواردها الطبيعية.

استثمرت الصين في الجانب الثقافي لتعزيز علاقاتها بهده الشعوب وترسيخ ثقافتها ، فلم تكتف بالدعم المالي واستقبال الطلبة الأفارقة في جامعاتها ،بل أقدمت على افتتاح العشرات من مراكز كونفوشيوس في العواصم والمدن الإفريقية. كما عززت من طواقمها الإعلامية في دول القارة، بل إن بعض وسائل إعلامها المقروءة والمسموعة والمرئية أطلقت خدمات بث باللغات المحلية لبعض الدول الإفريقية. كما أطلقت خطوط الطيران الصينية رحلات مباشرة إلى بعض العواصم الإفريقية تحمل على متنها ملايين السياح الصينيين الذين تزداد أعدادهم بوتيرة متسارعة.

كل هده القواسم والمبادئ دفعت المغرب ليكون اول بلد أفريقي ينضم للمشروع الصيني

مند 2013 اطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ مشروع “حزام واحد، طريق واحد”، مبادرة “الحزام والطريق
وتهدف الصين من خلال مشروعها هدا ، إلى تقوية فرص التعاون الجديدة بين الصين ولـ140 دولة التي انضمت إلى المبادرة.
واعتبارا لكون المغرب أول بلد أفريقي يقطع شريط مبادرة “الحزام والطريق“، خصوصا بعد التوقيع، في عام 2017، على مذكرة تفاهم تمكّن المغرب من نسج شراكات في قطاعات مهمة كالبنية التحتية والصناعات المتطورة والتكنولوجيا. 

وعياً من بيكين بموقع المغرب الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا اعطت للملكة المغربية صفة “الدولة المحورية” في إطار مبادرة “الحزام والطريق”
وبذلك، ساهمت مبادرة “الحزام والطريق” في تقوية التعاون في مجال البنية التحتية مع الصين، وحوّلت المغرب إلى وجهة مميزة للاستثمارات الصينية في أفريقيا بأكثر من 80 مشروعاً رئيساً في كل أنحاء البلاد.

حققت التجارة بين البلدين قفزة قياسية مليار دولار تبادل تجاري في 3 أشهر من اربعة ملايير الى ستة وثلاثين مليار جعل الصين حالياً ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب.

شكل قطاع النسيج والسياحة والطاقات أبرز مجالات التعاون خمسة عشر اتفاقية وُقِّعت أخيراً، تخصّ قطاعات الطيران والسيارات والسكك الحديدية والطاقة والنسيج والدراسات التقنية والبناء والأسمنت والتعاون السياحي، والدفاع والصناعات العسكرية والاستثمار.

من الناحية السياحية، فان في عدد السياح الصينيين وصل إلى 100 مليون سائح عالمياً في 2014، أنفقوا نحو 160 مليار دولار، وهي أرقام فتحت شهية كل الوجهات السياحية في العالم

رغم كل هده الامتيازات فان الميزان التجاري يميل لصالح الصين ؟

يبدو أن المغرب أدرك حجم تحديات تواجهه في تعاملاته مع بكين فاهتدى أن اعطاء الاتفاقيات التي وُقّعت على شكل رساميل وخبرات صينية سيتم ضخها في الاقتصاد المغربي، بالشراكة مع رأسمال والمؤسسات المحلية.


ككسب رهان إنشاء مجمّع صناعي صيني – مغربي، واتفاقية تطوير مركز صناعي ولوجيستي من أجل تصنيع قطع غيار الصناعات السككية، والخاصة بالسيارات والطيران، وأخرى تهم بناء وحدة لصناعة الحافلات الكهربائية في المغرب، وحتى تطوير وحدة لإنتاج خلايا اللاقطات الشمسية بالمغرب، يظهر جلياً حضور القطاعات الرئيسة في الاستراتيجية الصناعية المغربية، وهي قطاعات السيارات والطائرات والطاقات المتجددة، التي تتيح للاقتصاد المغربي الاستفادة من شراكته مع الصين على مستوى السيولة والاستثمار والخبرة كذلك.

 بالاضافة الى ساسلة من الاتفاقيات والمشاريع الضخمة كمدينة مجمد السادس طنجة تيك” استثمار صيني بـ10 مليارات دولار ومشاريع تجارية اغرقت السوق المغربية بالبضاعة الصينية ،كان الاجتهاد في ابتكار حلول لغزو الاسواق دهاء ليس له مثيل كتشجيع الشباب المغربي على امتهان التجارة ،وفتح محلات باثمان لايمكن منافستها لاعلى مستوى التوسع ولا على القدرة مقاومة اغراءات الاثمنة.

لاشك أن الصين نصبت نموذجا تقدمه في علاقتها مع الدول لايمكن اعتباره سوى خيار واحد لا بديل عنه فكان النجاح حليفها الى حد الان .

الى اي حد قد تنجح الصين في الحد من تشويش القوى التجارية العظمى ضد توغلها ؟

خصوصا وان هده الاخيرة لها عملاء متورطين في مصالح واهداف مشتركة ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *