الراسمال البشري بالمغرب وظاهرة التانيث


من المتوقع استمرار احتلال المرأة المغربية موقعا رياديا في المجتمع خلال السنوات المقبلة،امر متوقع رغم مظاهر اللامساواة التي لا تزال سائدة في المجتمع، وخاصة في المنظومة التربوية.
اذ اعتبر محمد الصغير جنجار، باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية،في ندوة حول “مستقبل المساواة بين الجنسين من خلال المنظومة التربوية”، نظمتها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بمناسبة اليوم العالمي للتربية، أن الرأسمال البشري في المغرب كما في باقي بلدان العالم خلال السنوات المقبلة، “سيكون أنثويا شئنا أم أبينا”.
وأضاف أن مسألة المساواة بين الجنسين يجب أن يُنظر إليها من زاوية براغماتية وليس إيديولوجية، “إذا أردنا أن نتقدم إلى الأمام”، مشددا على ضرورة استثمار الفرصة الحالية المتمثلة في الحضور البارز للإناث في المنظومة التربوية من أجل تكريس المساواة بين الجنسين.
وضرب المتحدث المثل بإيران، التي تقود فيها النساء ثورة للمطالبة بحقوقهن، لإبراز أن “النظام الحالي لم يعد يلائمنا ويجب تغيير قواعد اللعبة”، رغم أن سلطاتها بذلت، على مدى عقود، جميع ما في وسعها من أجل تهميش دور المرأة في المجتمع.
كما وجه الاستاذ جنجار دعوة إلى ضرورة استيعاب اللحظة التاريخية التي يوجد فيها المغرب في الوقت الراهن وفهمها فهما جيدا، مشيرا إلى أن عدد التلاميذ والطلبة الذين يلجون المؤسسات التعليمية بات يرتفع بشكل كبير جدا خلال العشرين سنة الأخيرة، حيث وصل عدد الطلبة الجامعيين إلى مليون و200 ألف طالبة وطالب، بينما لم يكن يتعدى في الماضي بضع عشرات آلاف.
وان هناك تحولا مهما يجب الاشتغال عليه، يتمثل في كون نحو نصف الجسم التعليمي الجامعي يستعد لمغادرة فصول الدراسة خلال السنوات المقبلة، بينما هناك تعبئة واسعة للمدرّسين في التعليم الابتدائي والثانوي.
واعتبر الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أن هذا التحول ينبغي أن يتم التعاطي معه باعتباره رافعة وفرصة تاريخية للمدرسة المغربية، ليُبنى التكوين الذي سيتلقاه الجيل الصاعد على تعاقد جديد عبر المدرسة، موردا أن “هذا لا يعني الانغماس في التلقين أو أنك إسلامي وسنُرجعك علمانيا”.
لان المدخل الأساسي لمحاربة اللامساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية، يقتضي خلق معرفة في هذا المجال من أجل فهم الموضوع بشكل أعمق، لا سيما على مستوى البحث السوسيولوجي، ذاهبا إلى القول: “إلى حد الآن، لم ننجز شيئا في هذا المجال”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن عدد الأبحاث السوسيولوجية التي تجرى سنويا في فرنسا حول المساواة بين الجنسين يبلغ المئات، داعيا إلى أن “يركّز البحث على ما يجري داخل الفصول الدراسية، وفي الفضاء المدرسي بشكل عام، لأن اللامساواة بين الجنسين كالشيطان تختفي في التفاصيل”.