الدبلوماسية الموريتانية ومواقفها المتدبدبة اتجاه القضية الوطنية ؟

ذ . بوناصر المصطفى
نقلا عن وكالة الأنباء الموريتانية فان الرئيس الموريتاني الغزواني تسلم رسالة من رئيس تنظيم “البوليساريو”، ووصفه بفخامة الرئيس وهو التعبير الذي يمثل سابقة في المؤسسات الرسمية للجارة الجنوبية للمملكة، إذ كانت تسمي زعيم الانفصاليين غالبا بالأمين العام لجبهة “البوليساريو”.
فمهي اسباب هذا التحول ؟
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية أن الرسالة سلمها له ما أطلقت عليه معالي الوزير مستشار الرئاسة، المكلف بالشؤون الدبلوماسية”، محمد سالم ولد السالك، خلال استقبال خصه به “فخامة رئيس الجمهورية، تم خلاله استعراض علاقات التعاون بين “البلدين الشقيقين”
سادت على اثر هدا الحدث حالة من الغضب في الأوساط المغربية، بعد استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، ممثل جبهة البوليساريو، ووصف زعيم الجبهة بـ”رئيس الجمهورية الصحراوية”.
وحسب الوكالة الموريتانية فقد تم خلاله استعراض “علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين”.
الا يمكن نفسير هدا التصريح الخطير بكونه اعتراف ضمني بكيان انفصالي موجود في الساحة الدولية رغم ان معاييره ككيان سياسي تيقى من باب المغالطات والمزايدات التي تؤزم الوضع
ممثل جبهة البوليساريو في تصريحاته للوكالة الموريتانية : إن “العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، تتطور وتتعزز لصالح الشعبين الشقيقين”.
نددت على اثر هدا الجدث النشاز المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، باستقبال الرئيس الموريتاني لممثل الجبهة التي تعتبرها المغرب “انفصالية”، ووصفت الاستقبال بـ”الخطوة الاستفزازية”.
وفي ظرف وجيز تتعامل مع الديبلوماسية المورتانية وكانها في موقف رمادي حيث ظهرت قصاصات
أوردت ان الرئيس الغزواني، عبر في حوار أجراه مع مجلة “الاقتصاد والأعمال” اللبنانية أنه “قلق من عوامل التوتر التي تظهر من حين إلى آخر”، ثم زاد: “نعبر بشكل دائم عن أن بلادنا يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في استعادة اللحمة بين البلدان المغاربية” مع العلم ان الملف جد مركب وان ما يزيد في تعقيده هي هده المواقف المتذبذبة
فعلى اثر استقبال وزير الخارجية الموريتاني السفير المغربي، بمناسبة عقد اجتماع في نواكشوط بشأن “التعاون الإسلامي”،اعتبره المراقبون يعكس جودة العلاقات بين الرباط ونواكشوط.
وجرى الاجتماع في سياق التحضير لقمة أعمال الدورة الـ49 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي احتضنتها نواكشوط يومي 16 و17 مارس الحالي تحت شعار “الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار”.
لكن كيف يمكن فهم اسباب هدا التذبذ ؟
رغم ان موريتانيا يمكن ان تستفيد اكثر من علاقاتها مع المغرب ؟ وعن مفهوم الوسطية والاعتدال كصمام الأمن والاستقرار”في قاموس الديبلوماسية الموريتانية ؟
هل هناك ملفات خفية لم يتم التطرق اليها ؟ ما الدي يدفع بموريتانيا لتبقى ضحية استغلال مقيت للكابرانات ؟
لمحاولة جرد بعض العوامل والمسببات لابد من معرفة بعض التفاصيل
.
وأكد ولد السالك أنه” أطلع الرئيس الموريتاني على آخر تطورات القضية الصحراوية، وأن بلاده تتطلع للسلام وتعمل من أجله”، مشيرا إلى أن دور موريتانيا الإيجابي من أجل الاستقرار.
ووصفت المنظمة الحقوقية المغربية الاستقبال الرسمي الموريتاني لممثل البوليساريو بـ”التوجه العدائي المرفوض”، وفقا لبيان نشرته عبر حسابها بموقع “فيسبوك”.
وقالت إن ذلك الاستقبال “يمس مشاعر المغاربة قاطبة اتجاه قضية وحدتنا الترابية، ويضرب أيضا في صميم وعمق العلاقات المتينة المشتركة والمتجذرة عبر التاريخ وقيم التضامن العليا التي تجمع بين الشعبين المغربي والموريتاني”.
واتهمت المنظمة المغربية الرئيس الموريتاني باستهداف “المصالح العليا للمغرب”.
كما اتهمت الجزائر بـ”تفعيل أجندات خارجية” بتوفيرها الحماية والدعم المباشر لجبهة البوليساريو.
وتقع الصحراء الغربية على ساحل المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع وهي غنية بالفوسفات وساحلها الممتد على طول ألف كلم غني بالأسماك، ويدور نزاع منذ عقود حول مصير الإقليم الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وتعتبر الأمم المتحدة المستعمرة الإسبانية السابقة “منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي” في غياب تسوية نهائية.
وأعلنت بوليساريو قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” في 1976 ما أدى إلى نشوب خلاف بينها وبين المغرب الذي يعتبر المنطقة جزءا لا يتجزأ من أراضيه.